السبت، 23 أغسطس 2025

قيد الخاطر- (الأريحية في النقاشات)

قيد الخاطر- (الأريحية في النقاشات)

أرى في بعض المجالس ما يكون من خطأ في أسلوب بعض النقاشات، فالأصل فيها الأريحية، ومع ذلك البعض - هداهم الله - ينفعلون وينجرون في سياقات غير مجدية أو نافعة، حيث تأخذ منحنى آخر غير الأريحية والبساطة، فيتحول مجلس النقاشات إلى احتدام ونزاع، وصراع وشقاق، وتسمع الأصوات تعلو، والغضب يحتد، والأسلوب ينحدر إلى ما لا تحمد عقباه، والبداية كانت في مقاطعة المتحدث، أو التكبر عن الاستماع له أو الإنصات، أو التعليق على حديثه بسخرية، أو التعقيب على فكرته خارج سياق فكرته، فتأخذ الأمور خط سير آخر مختلف تماما عن المراد أصلا وهو "الأريحية"، فتحل "الجدية" محل "الأريحية"، حتى يطول النقاش، ويحتدم الصراع، ويجري الشيطان في عروق الإنسان، وتقع في الصدور حزازات، وفي النفوس أشياء مما يفرح بها العدو، ويحزن لها الأخ والصديق، والسبب في كل ذلك عدم - أو قلة - المروءة، وعدم - أو ضعف - فهم السياق -، وضعف القراءة عن آداب المجالس والحديث.
وقد صح في "سنن أبي داود" رحمه الله عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا)، والمراء: هو الجدال، فلا يجوز - أو لا ينبغي - الجدال على أي شيء، أو كثرة الجدال، أو إذا رأيت كون الجدال لا خير فيه في لحظته، حيث سيجر إلى مفسدة أعظم، أو إلى ما لا طائل تحته، فتركه في تلك الحال هو المتحتم على العاقل، لا الفارغ الذي يريد الجدال لمجرد الجدال.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- السبت- ١٤٤٧/٢/٢٩.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق