أعيذك من حالة الموت قد يكون أهون من العيش فيها: أن تعيش في وسط لا يفهمون الطيب إلا ضعفا، وتنجح إن عاملتهم بخبث أو بقسوة، ذاك أشد ما يكون على المرء من وقع يحيل التطبع إلى طبيعة مع الوقت، فيخرج الإنسان عن آدميته ليصبح وحشا كاسرا في مسلاخ إنسان، لا يعبأ بمشاعر، ولا يقدر عواطف، قد تمركز حول ذاته، فأنشأ حولها هالات العظمة والتقديس - وذاك من تلبيس إبليس -، فرأى نفسه محور الكون، وربان السفينة، والقائد التربوي، والمصلح الاجتماعي، إلى آخره من جوانب الهالة والتضخيم، وما هي في الحقيقة إلا انعكاس حقيقي لصورته الإنسانية المزيفة المتخيلة، والخوف أن تتجلى تلك الأمثلة المريضة واقعا، وأن تصبح ظاهرة مع الوقت!.
إن "العلاقات السامة" مرض خطير، وله تأثير كبير على العقل والنفس والروح، والأخلاق والسلوك، وهو ينخر في صميم الدين.
وإن تلك العلة لها أسباب ظاهرة وخفية، منها:
* ضعف التربية والتعليم.
* قلة تعميق المعاني الإيمانية في القلب.
* الانصراف إلى الدنيا.
* الصدمات النفسية.
* ضعف العلاقات الاجتماعية.
* عدم فهم جوانب التميز في الشخص.
وغيرها كثير.
ومن الحلول الناجعة: تعميق المعاني الإيمانية في القلب، بقراءة القرآن الكريم وسنة النبي الكريم - عليه أفضل صلاة وأتم تسليم -، بتدبر وتعقل، وقراءة سير الصحابة والتابعين والعلماء، وأرشح لذلك بعض الكتب:
* الداء والدواء لابن القيم.
* سير أعلام النبلاء للذهبي.
* صور من حياة الصحابة، للدكتور/ عبدالرحمن بن رأفت الباشا.
* صور من حياة التابعين، له.
وغيرها الكثير.
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
الدوداء- الأحد- ١٤٤٧/٢/١٧.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق