الاثنين، 17 أغسطس 2015

معلم الأجيال

أشعار وقصائد - (معلم الأجيال).

                           (معلم الأجيـــــــــــال)



معلم الأجيــــــــــــــــال يا نور الفضا     يا لؤلؤا متشعشعا فــــــــــاق الضياء

يا كوكبا قد أشرقت أنـــــــــــــــواره     وبهاؤه في الأفق قد جـــــــاب السماء

وبنـــــــــــــوره سلك الهداة طريقهم     واليوم هم في جاههم أو في ثـــــــراء

فمعــــــــــــــلم الأجيــال يشعل نوره      ويبدد الأوهـــــــــام في أبهى عطـاء

يهدي ويسدي للدنا أفضـــــــــــــاله      كي يخرج الجيل المعزز بالحيــــــــاء

ويدوم ذخرا في سعــــــــــــادة  أمة      ويلوح كالبرق المنور في سمـــــــــاء

فلتستعيدي أمتي وبعــــــــــــــــــزة       للنفس هيبتها على رغــــــــــم العداء

ولتسعدي بظلال عـــــــــــلم وارف       والجهل يهوي والظلام إلى فنـــــــاء

************************************************************

شعر: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
السبت، 26/3/1433.
المناسبة:-

مشاركتي في مسابقة "أفضل قصيدة" وأخذت على إثرها الجائزة على مستوى مدرسة ثانوية المغيرة بن شعبة في وادي ريم، جنوب غرب المدينة. 

الأحد، 16 أغسطس 2015

آن الجهاد

أشعار وقصائد - (آن الجهاد).

                                                           


                                   (آن الجهـــــــــــــــــاد)
أبكي وفــــــــــــــــألي لا يفارق مدمعي ***فالنـــــــــــصر آت لامحــالة في غدِ
أبــــــــــــــكي وشوقي لا يجف ولوعتي***وبخـــاطري آيـــــــــات نصر واعد
أبكي فشـــــــــــام العز يبكي صـارخـا ***آن الجهــــــــــاد وآن دحـــر المعتدي
فالظــــــــــــــالمون بحقدهم قد أسرفوا***في قتـــــــــل شعب ثـــــــائر مسترشد
شعب يلــــــوذ إلى المعــــــــالي عزة ***في قمــــــة الأمجــــــــــاد يعلو يهتدي
شعب قوي حـــــــــــــــــاذق مستبسل ***نـــــــــال العـــــــــــلا في عزة وتفرد
طرد العـــــــدا حين استحلوا أرضــه ***قهـــــرا بعزم ســـــــــــــــــاطع ومهند
بذل الدمــــــــــــــــــاء وإنه مستمسك ***بــــــــالدين والقـــــــــــرآن نهج محمد
يمضي ونــصــــــــر الله يقبل مطرقا ***صوب الكــــــــــــرام المكرمين السجد
صوب العبــــــــــــاد المسلمين لربهم *** في ظــــــلمة اللــــــــيل البهيم الأسود
قد أخلصوا وبربهم قد أيــقـــــــنــــوا  ***ولــــديـــــنهم أضحــــوا رفاق السؤدد
قد أبطلوا أوهــــــــام خوف قد مضى ***وقضوا على جـــــــــــور وحقد الملحد
واستقبلوا فجرا جديدا مشرقـــــــــــــا ***بعطـــــــاء حــــــر في إبـــــــاء موحد
***************************************************************
شعر: أبو عبدالملك، عبدالرحمن الحربي.
السبت. 1/5/1433
 















دعاء من القلب

أشعار وقصائد - (دعاء من القلب).          


          (دعــــــاء من القلب)

ربي أيــــــــــــــــا حسبي وأنت الله نعم المستجيبْ
اغـــــــفر ذنوبــــــا أثقلتني عن نهوض عن مسيرْ
 وارحــــــم عبيدا جاء نحو البيت في شغف وطيب
يبكي ويضرع من له غير الإله لـــــــــــــــه مجير
فهو العــــــــــليم هو الحكيم هو الحليم هو المجيب
وهو الرحيم بخلقه دومــــــــــــــــا لهم يعطي كثير
تبــــــــــــــا لقوم أنـكروا فضل المهيمن والحسيب
شيطانـــــــــــــــــهم أغواهم واستلهم نحــو السعير
وكـــــــــذا الهوى قد جــــرهم بغواية تعمي اللبيب
داعي الرسول المصطفى المختار قد جــــاء النذير
هو أحمد المبعوث للنــــــــاس السلام على الحبيب
خير الورى وبدونه هذي الدنـــــــــــــا لا تستطيب
قد جاءنا في ظلمة فأنار دنيانــــــــــــــــــــا البشير
وهدى الخـــــــــلائق للهدى بعد الضلالة والنحيب
بعد السؤال لغير رب واحد ذاك القــــــــــــــــــدير
*************************************

شعر: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الجمعة 16/11/1432




        

ابتهال صادق

أشعار وقصائد - (ابتهال صادق).

                       (ابتهـــــــــال صـــــــــادق)


يـــــــا رب يـــــا هــــــادي البشرْ***يا من تعــــــــــــــــــالى واقتدرْ
يا خالقــــــــــا يا رازقـــــــــــــــا***يا قــــــــــــــــــــــــادرا يا مقتدر
يــــــــا عالما يــــــــــــــــا ساترا***يا مــــــاحي الذنب الخـــــــــطر
يـــــــــــا من إليــــــــــــه الملتجأ***والعبد ليس لـــــــــــــــــــــه مفر
يا من على العـــــــــرش استوى***قد قــــــــال بــــــــــــالحق الأغر
ارحــــــــــــــــــــــــــم عبيدا بائسا***يدعــــــــــــوا ويضرع منكسر
بدمــــــوع صـــــــــدق هالهــــــــا***يوم الحســـــــــــــــاب المنتظر
واســـتـــر عليـــــــه ذنـــوبــــــــه***في كـــــــــــــــــل حين واستتر
ربــــــــــــــــــــــــــــــاه إني عابر***سبــــــــل الهـــــــــداية والظفر
فاكتبني يــــــــــــــــــــا ربي سعيدا***نــــــــــــام في حجر القــــــدر




 شعر: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي.
          الخميس 12/1432



الاثنين، 27 يوليو 2015

مدارج الطالبين في الترقي في علوم الدين

فيض الخاطر- (مدارج الطالبين).

                                                            بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمدلله المتصف بالعلم المطلق الكامل، والصلاة والسلام على النبي الأمي الخاتم، وعلى الآل والأصحاب، وتابعيهم بإحسان إلى يوم المآل والحساب.           أما بعد

لا ريب أن العلم درجات، وأن أصحابه فيه متفاوتون، فمنهم المبتدئ الذي لتوه لم يتصور المسائل بأدلتها، ومنهم المتوسط، ومنهم المنتهي ـ وهنا نهاية نسبية لا مطلقة ـ فالعلم بحر لا ساحل له، ومن ادعى رسوه عليه فقد أتى بالقبيح المستهجن؛ بل أتى بالعجاب؛ لأنه يدعي أنه حاز كمالية العلم، وليس لأحد ذلك إلا الحق ـ سبحانه ـ "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا". الإسراء. "وقل رب زدني علما". طه.لذلك على المسلم الصادق أن لا يدع لرغبات النفس الأمارة بالسوء العنان، فتفتره عن طلب العلم، والجد فيه؛ بل يسعى ـ وبلا ملل أو ضجر ـ في الوصول إلى مرحلة الإبداع، وهي ليست ـ فقط ـ معرفة المذاهب والعلوم بعموم؛ بل الغوص والتعمق والتخصص في جهة ما من جهات العلوم والمذاهب والمعارف هو السبيل الأيسر والأقرب والأنجع للإبداع والنبوغ.

وهنا نتساءل: ما هو الطريق الأيسر للوصول لمرحلة الإبداع والنبوغ العلمي؟ وما هي المنهجية في طلب العلم الشرعي؟

فالجواب كالآتي:

إن للعلوم مداخل ومفاتح، كما أنها درجات، فمنها كالوديان سهلة واسعة، فهي سهلة من حيث تسلسل الأفكار وتقاربها، وهي واسعة من جهة ما ينصب فيها من معلومات كثيرة، ومنها كالجبال شامخة صلبة، فلا تستطاع بالقوة والتعجل؛ بل لابد من التريث والأناة والحكمة، ومنها كالأرض المنبسطة الواسعة، وفي كل الأحوال نستصحب ثلاثا: الحكمة، والأناة، والصبر، فإن العلم أشواط، وأصحابه في مضمار عواقبه حميدة جليلة، إن تعلقوا بالله، ولم يلتفتوا لغيره، وطرحوا عن أنفسهم أردية العجب والفخر والخيلاء، وأفردوا الله بالعز والقوة والملك والكبرياء، وابتغوا رضاه، وقدموه على أهوائهم وكل محبوب، من أب أو أم أو صاحب أو جار أو قريب، ولم يخشوا في الله لومة لائم، وكانوا أذلة على المؤمنين، رحماء بينهم، أعزة على الكافرين، يجاهدون الأعداء الظاهرين والمتسترين والمتلبسين بلباس الدين في كل ميدان بكتاب الله، وسنة رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ويتمسكون بمنهج علماء السلف الصالح وتابعيهم بإحسان، ولا يدعون نوبات الدهر تضعضعهم، ولا يتركون للأعداء الشماتة بهم، فهم أعزة أنوف، والمبتدعة الجلاد حطام أذناب "ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا؟!!".

ومن البديهي والمعلوم عند المشتغلين بالعلم على وجهه الصحيح: أن العلوم والمعارف لا حد لها، وأن العلم بحر لا ساحل له، وأنه كذلك "نقطة كثرها الجهال". فهو سهل ميسور على من وفقه الله لمرضاته؛ فإن الله ـ جل وعلا ـ وصف العلماء بخشيته ـ سبحانه ـ "إنما يخشى الله من عباده العلماء". فاطر. ولم يأمر ـ جل جلاله ـ بالاستزادة من شيء كما أمر بالاستزادة من العلم "وقل رب زدني علما". طه.
تتجلى سهولة العلم في الأخذ به من أوله، وعدم إضاعة الأوقات فيما لا طائل من ورائه، فيبتدأ به من أوله، وينتهج له منهجا في ذلك يسلكه، ولا نقول: يلتزمه ولا يحيد عنه أبدا؛ فإن لكل مشربه، وطاقات الكل تتمايز، فمنهم النشيط الجاد، ومنهم الكسول الفتور، ومنهم بين ذلك.
ولقد وضع العلماء في منهجية طالب العلم الشرعي أسسا وإرشادات، وممن اطلعت على تآليفهم في ذاك:
الشيخ الدكتور/ صالح بن عبدالله العصيمي. المدرس بالحرمين الشريفين، وله دروس كثيرة ماتعة في فنون متعددة.
الشيخ الدكتور/ عبدالمحسن القاسم. إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
الشيخ/ ذياب الغامدي. قدم له العلامة ابن جبرين.
وفي نظري أن "متون طالب العلم" التي حققها ورتبها الشيخ/ عبدالمحسن القاسم هي الأجود والأفضل والأسهل؛ حيث قسمها إلى خمسة مستويات، مشتملة على ثمانية عشر متنا، وراعى فيها التدرج في الحفظ مع تنوع الفنون.
وإليك بيان هذه المتون ومستوياتها:-
المستوى الأول:
1- نواقض الإسلام. 2- القواعد الأربع. 3- الأصول الثلاثة وأدلتها. 4- الأربعون النووية.
المستوى الثاني:
1- تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرءان. 2- شروط الصلاة وأركانها وواجباتها. 3- كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد.
المستوى الثالث:
1- منظومة البيقوني. 2- منظومة أبي إسحاق الإلبيري. 3- المقدمة الآجرومية. 4- العقيدة الواسطية.
المستوى الرابع:
1- الورقات. 2- عنوان الحكم. 3- الرحبية. 4- العقيدة الطحاوية.
المستوى الخامس:
1- بلوغ المرام. 2- زاد المستقنع.3- ألفية ابن مالك.
كما أنه ـ وفقه الله ـ وضع شروحات مقترحة للمتون، وبيانها كالتالي:-
المستوى الأول:
1- نواقض الإسلام. شرح نواقض الإسلام؛ لصالح الفوزان. 2- القواعد الأربع؛ له أيضا. 3- الأصول الثلاثة وأدلتها. حاشية ثلاثة الأصول؛ لابن قاسم. 4- الأربعون النووية. جامع العلوم والحكم؛ لابن رجب.
المستوى الثاني:
1- تحفة الأطفال. فتح الأقفال شرح تحفة الأطفال؛ للجمزوري. 2- شروط الصلاة. شرح آداب المشي إلى الصلاة؛ لمحمد بن إبراهيم. 3- كتاب التوحيد. حاشية كتاب التوحيد؛ لابن قاسم.
المستوى الثالث:
1- منظومة البيقوني. شرح منظومة البيقوني؛ لحسن المشاط. 2- المقدمة الآجرومية. شرح المقدمة الآجرومية؛ لمحمد بن عثيمين. 3- العقيدة الواسطية. شرح العقيدة الواسطية؛ لمحمد بن إبراهيم.
المستوى الرابع:
1- الورقات. شرح الورقات؛ لعبدالله الفوزان. 2- الرحبية. حاشية الرحبية؛ لابن قاسم. 3- العقيدة الطحاوية. شرح العقيدة الطحاوية؛ لابن أبي العز.
المستوى الخامس:
1- بلوغ المرام. منحة العلام؛ لعبدالله الفوزان. 2- زاد المستقنع. حاشية الروض المربع؛ لابن قاسم. 3- ألفية ابن مالك. شرح ابن عقيل.
وأرشد ـ حفظه الله ـ إلى قراءة هذه الكتب، مرتبة حسب المستويات، وبيانها كالآتي:-
المستوى الأول:
1- التبيان في آداب حملة القرءان؛ للنووي. 2- الوابل الصيب من الكلم الطيب؛ لابن القيم.
المستوى الثاني:
1- الكبائر؛ للذهبي. 2- الفصول في سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ لابن كثير.
المستوى الثالث:
1- الجواب الكافي؛ لابن القيم. 2- العبودية؛ لشيخ الإسلام.
المستوى الرابع:
1- حادي الأرواح؛ لابن القيم. 2- صيد الخاطر؛ لابن الجوزي.
المستوى الخامس:
1- تفسير القرءان العظيم؛ لابن كثير. 2- زاد المعاد؛ لابن القيم.
هكذا في تناسق بديع، وترتيب عجيب.
والمعول عليه:
الإخلاص لله في كل حركة وسكون، وتفقد النية كل آن وحين، وكذلك الصبر والمصابرة، والجد والمرابطة، والاجتهاد والمثابرة، والمدارسة والمذاكرة، والحفظ والمراجعة، والسير على خطى ثابتة، وعدم التفات القلب، والحرص على الأذكار والأوراد الشرعية، وقبل ذلك حفظ كتاب الله وتفهمه، والعمل بالعلم، والحرص على أن تتخلق بأخلاق الله؛ لتكون ربانيا، وتحذر الأخلاق الردية؛ ليكون العلم شاهدا لك لا عليك، والقرءان الكريم حجة لك لا عليك.
كذلك مما ينبه عليه:
الحرص على حضور حلق الذكر والعلم للعلماء المعروفين بسلامة المنهج والاعتقاد، وعدم الاعتماد على الكتب والأوراق؛ لأن "من كان شيخه كتابه؛ كان خطؤه أكثر من صوابه"!!
وعليك ـ طالب العلم ـ أن تقرأ لمن كتبوا في المنهجية في طلب العلم الشرعي، وكتاب "حلية طالب العلم" لبكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ مما لا يستغني عنه مشتغل بالعلم.
والله ربي يعلم القصد، وهو حسبي ونعم الوكيل.
كتبه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض بن تركي بن راجح المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
30/10/1436


السبت، 13 يونيو 2015

الوسطية في التصنيف

فيض الخاطر- (الوسطية في التصنيف).

                                                        بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.
                                                                                  وبعد
فإن القرءان الكريم ـ كلا الله ـ حافل بآيات كثيرة في ذكر أوصاف المؤمنين والكافرين والمنافقين؛ بيانا للمسلمين ـ أمة وأفرادا ـ على وجوب أخذ الحذر من المنافقين والكافرين، وأن يتخلوا بأخلاق المتقين، الذين ذكرهم الله، وذكر طرفا من أوصافهم.
والتصنيف قد يكون بحق، وقد يكون بباطل، وما أحوجنا ـ اليوم ـ إلى أن نتخلق بأخلاق المتقين، وأن نقارب ونسدد في القول والعمل؛ لنكون على أفضل حال، وأحسن مقال، فلا نتعرض لأحد بسب ولا شتيمة، ولا نرمي أحدا بنقيصة، ولا نتجرأ في أكل الأعراض بالغيمة والنميمة، ولا نتقحم الموبقات، من القذف وشهادة الزور، وغير تلك الأخلاق التي تفضي إلى جهنم، وتزرع الأحقاد والضغائن في القلوب، وتقسم المجتمع، فينفذ العدو بمكره السيء "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله...".

والوسطية في التصنيف واجبة؛ لأن ديننا بأكمله بني على قاعدة الوسطية، والعدل، وحفظ الحقوق. ومن أعظم وأشنع المظالم: ظلم المسلم أخيه، ويكون ذلك بالكلام فيه بغير حق، من السب والشتم والقذف، وتصنيفه تصنيفا باطلا، والجور في الخصومة، وأن يتجسر على معاداته، فلا يرعوي عن إلحاق كل أنواع الأذى به، من الأذى الحسي، والأذى المعنوي، ولا ريب ـ في أغلب الأحوال ـ  أن يكون الأثر الناتج عن الأذى المعنوي لا يقل عن الأذى الحسي، وذلك مشاهد في حياة الناس وواقعهم.

والوسطية ـ في هذا التصنيف الحق ـ تقتضي أمورا مهمة، يجب مراعاتها:

الأمر الأول: أن يكون عن علم ويقين بموقع الخطأ من ذلك المنتَقد، فقد يكون صدر منه عن جهل، أو إكراه، أو شبهة، فيبين هذا.

الأمر الثاني: عدم تضخيم الأخطاء، والصدق في إظهار الحق، وأن يكون الدافع ردع الباطل، وأن تحسن الظن بأخيك المسلم، وأن تتفهمه، وتقبله إذا طلب حوارا، وتجيبه إذا سأل، ولا توليه الدبر، أو أن تتحيز ضده، فتكون في حزب، وتخاصمه، وتكثر جداله في غير ما فائدة تذكر؛ بل اتهام في النيات والمقاصد، وتصنيف جائر، وهمز ولمز وطعن بالصالحين، فذلك خلق إبليس، وما ذلك بسبيل المتقين.

الأمر الثالث: ألا تسمع لأولئك المغرضين، الذين ينادون بإلغاء التصنيف، وهم أنفسهم يصنفون غيرهم؛ بل ويخترعون جماعات ـ من تلقاء أنفسهم ـ ينسبونها لإمام خالفهم، وأظهر عوارهم، ورد أباطيلهم، ودحض حججهم، وفند شبههم، ولم يدعهم يهنؤون بطعام ولا شراب؛ بل كان غصة في حلوقهم، وسهما في نحورهم، فرد كيدهم، وأزهق باطلهم، وتابعه جماعات من العلماء الراسخين، الذين هم جبال شماء في العلم والتحقيق، والنقل والتدقيق، فزكو الإمام بعدما تطاول اللئام الأقزام، كما هي عادتهم مع كل عالم وداعية إلى الحق والقرءان والسنة، فيعادونه لتلك الدعوة الصحيحة، والمنهج السليم؛ لأنه يخالف أحزابهم وتكتلاتهم، ويناقض مبادئهم التي أسست على غير هدى وبصيرة؛ بل كانت من مفكر وأديب، ولم تكن من عالم أبدا، فلذلك لم تنتج دعوتهم الضالة المضلة؛ لأن قواعدها باطلة، وأسسها زائغة، ودعاتها دعاة شر وفتنة؛ لأنهم ينتقصون من كل عالم له في الإسلام قدم صدق إذا خالف دعوتهم، ولم يعترف بمنهجهم، وفي المقابل يجعلون من أتباعهم أئمة أعلاما، وشهداء على الإسلام، فانظر تلك الحزبية البغيضة، والجاهلية المقيتة؛ تعرف الحق من الباطل.

الأمر الرابع: تقوى الله. فإن تقواه ـ جل جلاله ـ واجبة في كل الأحوال، ويجب على المسلم القيام بما كلف به عن قدرة واستطاعة، وما غير ذلك فمعفو عنه. والانتهاء عن المحرمات آكد من القيام بالواجبات، ولذلك فلا يجوز الخوض في أعراض الناس، والحديث في شؤونهم الخاصة، والتقصي في ذلك، والتساهل في هذا الأمر، فإن بعض الناس ـ وخاصة ممن يدعون العلم بالشريعة ـ تراهم يخوضون في الأعراض المحمية بحمى الله، فيبدعون هذا، ويصنفون ذاك، ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، ويتجاسرون على دعاة الفضيلة والإسلام، وإذا سئلوا، أجابوا: هذا دين! نعم! إنه دين رقيق، وصاحبه في ضلال عميق، وطريق موحش، فمتى يكون تنزيل البدعة وتصنيف الناس ونقدهم دينا، وقد أوغلوا في ذلك أيما إيغال، وأسرفوا أيما إسراف، ولم يرجعوا لقواعد الشريعة الكلية، ومقاصدها الإجمالية؟!!

الأمر الخامس: العدل، فبه قامت السماوات والأرض، وبه نصب سوق الجنة وسوق النار، وبه تنشر الدواوين، وتوضع الموازين، ويرى كل إنسان ما عمل، إن خيرا وإن شرا "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره". الزلزلة. وقال ربنا في كتابه: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين). الأنبياء.

كتبه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض بن تركي بن راجح المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
السبت 26/8/1436
المدينة المنورة


















الأربعاء، 10 يونيو 2015

القول المبين في ما يسمى بـ "جماعة الإخوان المسلمين".

فيض الخاطر- (نقد منهج التحزب من منظور الإسلام).

                                                        بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل: (قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين). آل عمران: 95.                                                                                                                         أما بعد
يقول الله في كتابه الكريم: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...) إلى أن قال بعدها: (...ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون* ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم). آل عمران: 103- 105. 

والآيات والأحاديث المؤكدة على هذا المعنى القيم كثيرة جدا. فالإسلام يحث ـ بل ويأمر ـ أتباعه بلزوم جماعة المسلمين، والسمع والطاعة لولاتهم بالمعروف، وعدم منازعتهم، أو النكير عليهم علانية ـ إلا بحق ـ وفي أمور خاصة، كما لو كان المنكر يفعل على مرآى من الناس، ولا تترتب على الإنكار مفاسد أكبر، إلى غير ذلك من الشروط والضوابط.
وجعل الإسلام التحزب من صفات المشركين، قال ربنا ـ جل وعلا ـ : (...ولا تكونوا من المشركين* من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون). الروم. 

فالإسلام يدعو إلى الاجتماع والنصح والصبر، ويحذر من الابتداع والفرقة والغش والعجلة.

فأقدار الله لا تواجه بما يغضبه؛ بل يتخذ معها ما يرضيه ـ سبحانه ـ من سلوك السبيل الصحيحة، والمنهج النبوي الشريف.

وإن ما يسمى بـ "جماعة الإخوان المسلمين" قد شطوا عن الحق والمنهج النبوي الشريف في كثير من القضايا معلومة مشهورة؛ بل أسسوا جماعتهم على غير منهاج السنة والقرآن، وقد انتقد منهجهم كثير من العلماء الأكابر، وجهابذة العلم، منهم: الإمام العلامة عبدالعزيز بن باز، والعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، والعلامة الشيخ صالح الفوزان، والعلامة الشيخ صالح اللحيدان، والشيخ محمد أمان الجامي، والعلامة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني، والعلامة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وغيرهم كثير.
وإن من النصح للمسلمين أن تبين لهم مثلُ هذه القضايا؛ لافتتان كثير منهم بها، واغترارهم بشعارات القوم.
فـ "جماعة الإخوان المسلمين" شرها عظيم، ودعوتهم باطلة أصلا؛ لأنها أسست على غير هدي الكتاب والسنة؛ بل لم يرى كبيرهم ـ حين وصل إلى رئاسة مصر ـ الإسلام إلا في كتب سيد قطب!
وماذا في كتب سيد؟!
الرجل ـ كما قرره العلماء الكبار ـ أديب وليس بعالم، وخاض في أمور لا يحسنها؛ فأتى بالعجائب، وانتقد من الخاص والعام في مسائل، منها:
تفسيره الخاطئ لكلمة التوحيد. وكلامه حول الحاكمية. وتفسيره المنحرف لسورة الإخلاص. وتكفيره المجتمعات الإسلامية قاطبة.
ومن أبرز كتبه: "في ظلال القرءان". وقد تكلم فيه العلامة شيخ مشائخنا عبدالعزيز ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ ونص على أن مؤلفه ضائع في التفسير.
فمنهج "حزب الإخوان المسلمين" ليس مبنيا على الكتاب والسنة؛ بل مبني على ما قرره إمامهم سيدُ في كتبه ومؤلفاته.
وأصل دعوتهم منحرف عن منهج أهل السنة والجماعة. وإن من شؤم التحزب أن يُمجد الموافق، ويُلعن المخالف.  ومن أبرز ما قام عليه أهل الباطل بالتهكم والسخرية، والقذف والسب الشيخ محمد أمان الجامي؛ لأنه عارض فكرهم المنحرف، وفند شبههم، ورد أباطيلهم، وكان شوكة في حلوقهم ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ.

ومن أبرز تزكيات الشيخ محمد أمان الجامي: تزكية العلامة ابن باز. العلامة ابن عثيمين. العلامة صالح الفوزان. العلامة صالح اللحيدان. العلامة إمام الحرم المكي السبيل.
وإن من شؤم ومضار التحزب أن يخترع الحزبيون مسميات لمخالفيهم؛ تنفيرا عنهم، ودعوة للخلق في بغضهم، وسبهم، وازدرائهم، والتنقيص من قدر علمائهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ومن ذلك: اخترعوا فرقة أسموها (الجامية) وشنوا عليهم حملات شعواء، ووصفوهم بأوصاف لا تليق بأهل الإسلام، وحرضوا عليهم العامة والدهماء، وافتروا فرية سيسألون عنها يوم توزن الأعمال، وتنشر الدواوين، ويؤاخذ كل أحد بما قال وبما فعل.

وأكد الإمام المحدث الألباني بأن "الإخوان المسلمون" يحاربون السنة، وأن دعوتهم لم تثمر منذ أمد. وكذلك العلامة ابن عثيمين قرر تقريرات يرد من خلالها على منهج تلك الجماعة أو الحزب. فيا ليت شعري متى يفيق المخدوعون من سباتهم، ومتى يرجعون إلى صوابهم ورشدهم؟!!
كتبه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
الأربعاء 23/8/1436
المدينة المنورة