السبت، 25 أكتوبر 2025

قيد الخاطر- زيادة الوعي أحيانا باهضة الثمن

قيد الخاطر- (زيادة الوعي أحيانا باهضة الثمن)

أنا بحمد ربي تعالى مثقف فعلا وقارئ نهم وزيادة الوعي غالبا تسبب فجوة لأن الواعي والمثقف كلما زاد وعيه وثقافته، أحس بالغربة الثقافية والفكرية والعقلية والنفسية، وهذا ما أشعر به حقا...
البعض يعتقد لجهله وقلة ثقافته وقراءته وضعف اطلاعه وتحصيله أنني جالس متكئ وأدبج تلك المقالات لأنني فارغ، ولم يعلم المسكين الضعيف الجاهل أن كثيرا من الأدباء وأرباب الوعي وأصحاب الثقافة هم في كرب وهم لا يعلمه إلا الله، حتى ألف بعضهم كتابا بعنوان "لعنة الوعي"!.
يا صاحبي:
إن المثقف الحقيقي، والقارئ النهم، والواعي حقا وصدقا، فهمه غير فهم من هو مباين ومختلف عنه، فهمه لنفسه، نظرته للكون والناس والحياة، كل ذلك ينطلق فيه من منطلقات غير أولئك الأغيار، والثقافة والعلم والأدب والفكر والوعي عملية تراكمية، ليست بالسهلة، ممتعة نعم، لكنها باهضة الثمن، أتحدث هنا عن المفكر الحر، والمثقف الصادق، والواعي الحاذق، وليس من باعوا أنفسهم للشهرة أو الساسة أو الإعلام أو الجماهير أو اللا شيء، لا كثرهم الله...
الخلاصة:
ربك إذا أخذ شيئا، أعطى أشياء، والمؤمن الفطن، والمثقف الأريب، والأديب المتفنن الألمعي الحاذق الحصيف لا يكتفي بالبكاء على الأطلال، حتى يتنقل في رياض مونقة، وحدائق مزهرة، والعز في النقل، كما قال الأول، وكم صقلت الغربة من نفوس، وسددت من عقول، وارتقت بأرواح، والماء إذا ركد، أسن وتغير وتكدر، فامض باسم الله، واعمل على بركة الله، ولا تكن من الخاملين، ولا تكتف بما دون المجد من هدف، ولا تحتقر ما تحتويه من إنسانية، وما يكتنف جوانحك من إبداع، فإن الإبداع يسير، لكن قل من اكتشف نفسه، لو قلت أن أغلب الناس لم يعرفوا نفوسهم حقا، لما كنت واهما يا صاحبي...

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- السبت- ١٤٤٧/٥/٣.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق