الجمعة، 31 أكتوبر 2025

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

يجوب الشوارع، يسافر إلى المدن، يقرأ في الوجوه، ويحلق في سماء المعرفة، ويغوص في بحور العلم، ويتعمق في بطون الكتب، ويناقش العامي، ويحاور المختص، ويجادل الأحمق، ويتعلم من الجاهل، ويأخذ عن الغبي، ويمتِّن علاقاته مع كل من يروق له ويخدمه في مشروعه العلمي والثقافي والفكري، وإن يئس؛ انتهض، وإن كبا؛ قام، لأنه أعرف الناس بنفسه، ولأنه يتعلم دوما وأبدا...
 وقبحا لمن لا يتعلم كل يوم، قبحا لمن رضي بالجهل دون العلم، وبالحمق دون الذكاء، وبالذكاء دون الزكاء، وبالعقل دون العلم، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن رضي بالعلم مع الفهم، وبالزكاء مع الذكاء...
رأى كل الصوارف والملهيات، وتصله أخبار المشاهير الذين سماهم في وقت سابق "مشاهير الفلس" و "كلب المال"، ولم يعد يفكر في غير تحقيق مشروع حياته وحلمه الكبير "العلم والتعليم، ونشر ثقافة القراءة والكتابة، وتحبيب الكتب للأجيال"...
أضحى كل همه منصبا في تحقيق هذه الغاية النبيلة، فهو يصبح عليها، وعليها يمسي، أمله أن يقرب علم الأوائل للأواخر، وأن يصل السابق باللاحق، وأن ينشر المعرفة والعلم على أوسع نطاق، وفي أعظم مدى، دون اعتراف بالهزيمة، أو استسلام للفشل، أو خنوع للعادات والرسوم البالية، أو خضوع لكل فكر مستورد هجين...
يعتز دوما وأبدا بدينه وشريعته، وإن اعترف بالذنب والتقصير، ينتمي فعلا لوطنه ومجتمعه وأمته، وولاؤه وبراؤه في الله، وجهاده في الله، وعلمه في الله، لا يقبل التزييف والتلاعب بالدين، كما لا يؤمن بالانغماس في ثقافة الآخر، بل الأخذ منها قبل العبِّ والنهل من ثقافة الإسلام والعرب والعربية الأصيلة الماجدة...
إنه الأديب المتفنن كما أطلق على نفسه قريبا هذا اللقب العزيز القريب من نفسه، الملامس لحقيقة ما يجده في نفسه ووجدانه وعقله وما يسيطر عليه من هموم، فهو قد وهب نفسه لأمته، يبني مجدها العلمي، وصرحها الثقافي دون كلال أو ملال، يعرف الوجهة، ويؤمن بالتركيز، ويعلم أين سيصل، وكيف سيصل، ومتى سيصل، ليس رجما بالغيب - معاذ الله -، ولكن يرى ذلك حسب المعطيات أمامه، ووفق سير الخطط والعمل والتنفيذ...
وفي الأخير لا يرجو إلا السداد والتوفيق، وأن يحسن الله خاتمته بعد عمر طويل على الصحة والعافية والطاعة والنفع لأمته ووطنه ومجتمعه والإنسانية...

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٥/٤.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

يجوب الشوارع، يسافر إلى المدن، يقرأ في الوجوه، ويحلق في سماء المعرفة، ويغوص في بحور العلم، ويتعمق في بطون الكتب، ويناقش العامي، ويحاور المختص، ويجادل الأحمق، ويتعلم من الجاهل، ويأخذ عن الغبي، ويمتِّن علاقاته مع كل من يروق له ويخدمه في مشروعه العلمي والثقافي والفكري، وإن يئس؛ انتهض، وإن كبا؛ قام، لأنه أعرف الناس بنفسه، ولأنه يتعلم دوما وأبدا...
 وقبحا لمن لا يتعلم كل يوم، قبحا لمن رضي بالجهل دون العلم، وبالحمق دون الذكاء، وبالذكاء دون الزكاء، وبالعقل دون العلم، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن رضي بالعلم مع الفهم، وبالزكاء مع الذكاء...
رأى كل الصوارف والملهيات، وتصله أخبار المشاهير الذين سماهم في وقت سابق "مشاهير الفلس" و "كلب المال"، ولم يعد يفكر في غير تحقيق مشروع حياته وحلمه الكبير "العلم والتعليم، ونشر ثقافة القراءة والكتابة، وتحبيب الكتب للأجيال"...
أضحى كل همه منصبا في تحقيق هذه الغاية النبيلة، فهو يصبح عليها، وعليها يمسي، أمله أن يقرب علم الأوائل للأواخر، وأن يصل السابق باللاحق، وأن ينشر المعرفة والعلم على أوسع نطاق، وفي أعظم مدى، دون اعتراف بالهزيمة، أو استسلام للفشل، أو خنوع للعادات والرسوم البالية، أو خضوع لكل فكر مستورد هجين...
يعتز دوما وأبدا بدينه وشريعته، وإن اعترف بالذنب والتقصير، ينتمي فعلا لوطنه ومجتمعه وأمته، وولاؤه وبراؤه في الله، وجهاده في الله، وعلمه في الله، لا يقبل التزييف والتلاعب بالدين، كما لا يؤمن بالانغماس في ثقافة الآخر، بل الأخذ منها قبل العبِّ والنهل من ثقافة الإسلام والعرب والعربية الأصيلة الماجدة...
إنه الأديب المتفنن كما أطلق على نفسه قريبا هذا اللقب العزيز القريب من نفسه، الملامس لحقيقة ما يجده في نفسه ووجدانه وعقله وما يسيطر عليه من هموم، فهو قد وهب نفسه لأمته، يبني مجدها العلمي، وصرحها الثقافي دون كلال أو ملال، يعرف الوجهة، ويؤمن بالتركيز، ويعلم أين سيصل، وكيف سيصل، ومتى سيصل، ليس رجما بالغيب - معاذ الله -، ولكن يرى ذلك حسب المعطيات أمامه، ووفق سير الخطط والعمل والتنفيذ...
وفي الأخير لا يرجو إلا السداد والتوفيق، وأن يحسن الله خاتمته بعد عمر طويل على الصحة والعافية والطاعة والنفع لأمته ووطنه ومجتمعه والإنسانية...

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٥/٤.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

يجوب الشوارع، يسافر إلى المدن، يقرأ في الوجوه، ويحلق في سماء المعرفة، ويغوص في بحور العلم، ويتعمق في بطون الكتب، ويناقش العامي، ويحاور المختص، ويجادل الأحمق، ويتعلم من الجاهل، ويأخذ عن الغبي، ويمتِّن علاقاته مع كل من يروق له ويخدمه في مشروعه العلمي والثقافي والفكري، وإن يئس؛ انتهض، وإن كبا؛ قام، لأنه أعرف الناس بنفسه، ولأنه يتعلم دوما وأبدا...
 وقبحا لمن لا يتعلم كل يوم، قبحا لمن رضي بالجهل دون العلم، وبالحمق دون الذكاء، وبالذكاء دون الزكاء، وبالعقل دون العلم، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن رضي بالعلم مع الفهم، وبالزكاء مع الذكاء...
رأى كل الصوارف والملهيات، وتصله أخبار المشاهير الذين سماهم في وقت سابق "مشاهير الفلس" و "كلب المال"، ولم يعد يفكر في غير تحقيق مشروع حياته وحلمه الكبير "العلم والتعليم، ونشر ثقافة القراءة والكتابة، وتحبيب الكتب للأجيال"...
أضحى كل همه منصبا في تحقيق هذه الغاية النبيلة، فهو يصبح عليها، وعليها يمسي، أمله أن يقرب علم الأوائل للأواخر، وأن يصل السابق باللاحق، وأن ينشر المعرفة والعلم على أوسع نطاق، وفي أعظم مدى، دون اعتراف بالهزيمة، أو استسلام للفشل، أو خنوع للعادات والرسوم البالية، أو خضوع لكل فكر مستورد هجين...
يعتز دوما وأبدا بدينه وشريعته، وإن اعترف بالذنب والتقصير، ينتمي فعلا لوطنه ومجتمعه وأمته، وولاؤه وبراؤه في الله، وجهاده في الله، وعلمه في الله، لا يقبل التزييف والتلاعب بالدين، كما لا يؤمن بالانغماس في ثقافة الآخر، بل الأخذ منها قبل العبِّ والنهل من ثقافة الإسلام والعرب والعربية الأصيلة الماجدة...
إنه الأديب المتفنن كما أطلق على نفسه قريبا هذا اللقب العزيز القريب من نفسه، الملامس لحقيقة ما يجده في نفسه ووجدانه وعقله وما يسيطر عليه من هموم، فهو قد وهب نفسه لأمته، يبني مجدها العلمي، وصرحها الثقافي دون كلال أو ملال، يعرف الوجهة، ويؤمن بالتركيز، ويعلم أين سيصل، وكيف سيصل، ومتى سيصل، ليس رجما بالغيب - معاذ الله -، ولكن يرى ذلك حسب المعطيات أمامه، ووفق سير الخطط والعمل والتنفيذ...
وفي الأخير لا يرجو إلا السداد والتوفيق، وأن يحسن الله خاتمته بعد عمر طويل على الصحة والعافية والطاعة والنفع لأمته ووطنه ومجتمعه والإنسانية...

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٥/٤.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

يجوب الشوارع، يسافر إلى المدن، يقرأ في الوجوه، ويحلق في سماء المعرفة، ويغوص في بحور العلم، ويتعمق في بطون الكتب، ويناقش العامي، ويحاور المختص، ويجادل الأحمق، ويتعلم من الجاهل، ويأخذ عن الغبي، ويمتِّن علاقاته مع كل من يروق له ويخدمه في مشروعه العلمي والثقافي والفكري، وإن يئس؛ انتهض، وإن كبا؛ قام، لأنه أعرف الناس بنفسه، ولأنه يتعلم دوما وأبدا...
 وقبحا لمن لا يتعلم كل يوم، قبحا لمن رضي بالجهل دون العلم، وبالحمق دون الذكاء، وبالذكاء دون الزكاء، وبالعقل دون العلم، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن رضي بالعلم مع الفهم، وبالزكاء مع الذكاء...
رأى كل الصوارف والملهيات، وتصله أخبار المشاهير الذين سماهم في وقت سابق "مشاهير الفلس" و "كلب المال"، ولم يعد يفكر في غير تحقيق مشروع حياته وحلمه الكبير "العلم والتعليم، ونشر ثقافة القراءة والكتابة، وتحبيب الكتب للأجيال"...
أضحى كل همه منصبا في تحقيق هذه الغاية النبيلة، فهو يصبح عليها، وعليها يمسي، أمله أن يقرب علم الأوائل للأواخر، وأن يصل السابق باللاحق، وأن ينشر المعرفة والعلم على أوسع نطاق، وفي أعظم مدى، دون اعتراف بالهزيمة، أو استسلام للفشل، أو خنوع للعادات والرسوم البالية، أو خضوع لكل فكر مستورد هجين...
يعتز دوما وأبدا بدينه وشريعته، وإن اعترف بالذنب والتقصير، ينتمي فعلا لوطنه ومجتمعه وأمته، وولاؤه وبراؤه في الله، وجهاده في الله، وعلمه في الله، لا يقبل التزييف والتلاعب بالدين، كما لا يؤمن بالانغماس في ثقافة الآخر، بل الأخذ منها قبل العبِّ والنهل من ثقافة الإسلام والعرب والعربية الأصيلة الماجدة...
إنه الأديب المتفنن كما أطلق على نفسه قريبا هذا اللقب العزيز القريب من نفسه، الملامس لحقيقة ما يجده في نفسه ووجدانه وعقله وما يسيطر عليه من هموم، فهو قد وهب نفسه لأمته، يبني مجدها العلمي، وصرحها الثقافي دون كلال أو ملال، يعرف الوجهة، ويؤمن بالتركيز، ويعلم أين سيصل، وكيف سيصل، ومتى سيصل، ليس رجما بالغيب - معاذ الله -، ولكن يرى ذلك حسب المعطيات أمامه، ووفق سير الخطط والعمل والتنفيذ...
وفي الأخير لا يرجو إلا السداد والتوفيق، وأن يحسن الله خاتمته بعد عمر طويل على الصحة والعافية والطاعة والنفع لأمته ووطنه ومجتمعه والإنسانية...

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٥/٤.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الخميس، 30 أكتوبر 2025

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

يجوب الشوارع، يسافر إلى المدن، يقرأ في الوجوه، ويحلق في سماء المعرفة، ويغوص في بحور العلم، ويتعمق في بطون الكتب، ويناقش العامي، ويحاور المختص، ويجادل الأحمق، ويتعلم من الجاهل، ويأخذ عن الغبي، ويمتِّن علاقاته مع كل من يروق له ويخدمه في مشروعه العلمي والثقافي والفكري، وإن يئس؛ انتهض، وإن كبا؛ قام، لأنه أعرف الناس بنفسه، ولأنه يتعلم دوما وأبدا...
 وقبحا لمن لا يتعلم كل يوم، قبحا لمن رضي بالجهل دون العلم، وبالحمق دون الذكاء، وبالذكاء دون الزكاء، وبالعقل دون العلم، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن رضي بالعلم مع الفهم، وبالزكاء مع الذكاء...
رأى كل الصوارف والملهيات، وتصله أخبار المشاهير الذين سماهم في وقت سابق "مشاهير الفلس" و "كلب المال"، ولم يعد يفكر في غير تحقيق مشروع حياته وحلمه الكبير "العلم والتعليم، ونشر ثقافة القراءة والكتابة، وتحبيب الكتب للأجيال"...
أضحى كل همه منصبا في تحقيق هذه الغاية النبيلة، فهو يصبح عليها، وعليها يمسي، أمله أن يقرب علم الأوائل للأواخر، وأن يصل السابق باللاحق، وأن ينشر المعرفة والعلم على أوسع نطاق، وفي أعظم مدى، دون اعتراف بالهزيمة، أو استسلام للفشل، أو خنوع للعادات والرسوم البالية، أو خضوع لكل فكر مستورد هجين...
يعتز دوما وأبدا بدينه وشريعته، وإن اعترف بالذنب والتقصير، ينتمي فعلا لوطنه ومجتمعه وأمته، وولاؤه وبراؤه في الله، وجهاده في الله، وعلمه في الله، لا يقبل التزييف والتلاعب بالدين، كما لا يؤمن بالانغماس في ثقافة الآخر، بل الأخذ منها قبل العبِّ والنهل من ثقافة الإسلام والعرب والعربية الأصيلة الماجدة...
إنه الأديب المتفنن كما أطلق على نفسه قريبا هذا اللقب العزيز القريب من نفسه، الملامس لحقيقة ما يجده في نفسه ووجدانه وعقله وما يسيطر عليه من هموم، فهو قد وهب نفسه لأمته، يبني مجدها العلمي، وصرحها الثقافي دون كلال أو ملال، يعرف الوجهة، ويؤمن بالتركيز، ويعلم أين سيصل، وكيف سيصل، ومتى سيصل، ليس رجما بالغيب - معاذ الله -، ولكن يرى ذلك حسب المعطيات أمامه، ووفق سير الخطط والعمل والتنفيذ...
وفي الأخير لا يرجو إلا السداد والتوفيق، وأن يحسن الله خاتمته بعد عمر طويل على الصحة والعافية والطاعة والنفع لأمته ووطنه ومجتمعه والإنسانية...

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٥/٤.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

يجوب الشوارع، يسافر إلى المدن، يقرأ في الوجوه، ويحلق في سماء المعرفة، ويغوص في بحور العلم، ويتعمق في بطون الكتب، ويناقش العامي، ويحاور المختص، ويجادل الأحمق، ويتعلم من الجاهل، ويأخذ عن الغبي، ويمتِّن علاقاته مع كل من يروق له ويخدمه في مشروعه العلمي والثقافي والفكري، وإن يئس؛ انتهض، وإن كبا؛ قام، لأنه أعرف الناس بنفسه، ولأنه يتعلم دوما وأبدا...
 وقبحا لمن لا يتعلم كل يوم، قبحا لمن رضي بالجهل دون العلم، وبالحمق دون الذكاء، وبالذكاء دون الزكاء، وبالعقل دون العلم، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن رضي بالعلم مع الفهم، وبالزكاء مع الذكاء...
رأى كل الصوارف والملهيات، وتصله أخبار المشاهير الذين سماهم في وقت سابق "مشاهير الفلس" و "كلب المال"، ولم يعد يفكر في غير تحقيق مشروع حياته وحلمه الكبير "العلم والتعليم، ونشر ثقافة القراءة والكتابة، وتحبيب الكتب للأجيال"...
أضحى كل همه منصبا في تحقيق هذه الغاية النبيلة، فهو يصبح عليها، وعليها يمسي، أمله أن يقرب علم الأوائل للأواخر، وأن يصل السابق باللاحق، وأن ينشر المعرفة والعلم على أوسع نطاق، وفي أعظم مدى، دون اعتراف بالهزيمة، أو استسلام للفشل، أو خنوع للعادات والرسوم البالية، أو خضوع لكل فكر مستورد هجين...
يعتز دوما وأبدا بدينه وشريعته، وإن اعترف بالذنب والتقصير، ينتمي فعلا لوطنه ومجتمعه وأمته، وولاؤه وبراؤه في الله، وجهاده في الله، وعلمه في الله، لا يقبل التزييف والتلاعب بالدين، كما لا يؤمن بالانغماس في ثقافة الآخر، بل الأخذ منها قبل العبِّ والنهل من ثقافة الإسلام والعرب والعربية الأصيلة الماجدة...
إنه الأديب المتفنن كما أطلق على نفسه قريبا هذا اللقب العزيز القريب من نفسه، الملامس لحقيقة ما يجده في نفسه ووجدانه وعقله وما يسيطر عليه من هموم، فهو قد وهب نفسه لأمته، يبني مجدها العلمي، وصرحها الثقافي دون كلال أو ملال، يعرف الوجهة، ويؤمن بالتركيز، ويعلم أين سيصل، وكيف سيصل، ومتى سيصل، ليس رجما بالغيب - معاذ الله -، ولكن يرى ذلك حسب المعطيات أمامه، ووفق سير الخطط والعمل والتنفيذ...
وفي الأخير لا يرجو إلا السداد والتوفيق، وأن يحسن الله خاتمته بعد عمر طويل على الصحة والعافية والطاعة والنفع لأمته ووطنه ومجتمعه والإنسانية...

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٥/٤.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

يجوب الشوارع، يسافر إلى المدن، يقرأ في الوجوه، ويحلق في سماء المعرفة، ويغوص في بحور العلم، ويتعمق في بطون الكتب، ويناقش العامي، ويحاور المختص، ويجادل الأحمق، ويتعلم من الجاهل، ويأخذ عن الغبي، ويمتِّن علاقاته مع كل من يروق له ويخدمه في مشروعه العلمي والثقافي والفكري، وإن يئس؛ انتهض، وإن كبا؛ قام، لأنه أعرف الناس بنفسه، ولأنه يتعلم دوما وأبدا...
 وقبحا لمن لا يتعلم كل يوم، قبحا لمن رضي بالجهل دون العلم، وبالحمق دون الذكاء، وبالذكاء دون الزكاء، وبالعقل دون العلم، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن رضي بالعلم مع الفهم، وبالزكاء مع الذكاء...
رأى كل الصوارف والملهيات، وتصله أخبار المشاهير الذين سماهم في وقت سابق "مشاهير الفلس" و "كلب المال"، ولم يعد يفكر في غير تحقيق مشروع حياته وحلمه الكبير "العلم والتعليم، ونشر ثقافة القراءة والكتابة، وتحبيب الكتب للأجيال"...
أضحى كل همه منصبا في تحقيق هذه الغاية النبيلة، فهو يصبح عليها، وعليها يمسي، أمله أن يقرب علم الأوائل للأواخر، وأن يصل السابق باللاحق، وأن ينشر المعرفة والعلم على أوسع نطاق، وفي أعظم مدى، دون اعتراف بالهزيمة، أو استسلام للفشل، أو خنوع للعادات والرسوم البالية، أو خضوع لكل فكر مستورد هجين...
يعتز دوما وأبدا بدينه وشريعته، وإن اعترف بالذنب والتقصير، ينتمي فعلا لوطنه ومجتمعه وأمته، وولاؤه وبراؤه في الله، وجهاده في الله، وعلمه في الله، لا يقبل التزييف والتلاعب بالدين، كما لا يؤمن بالانغماس في ثقافة الآخر، بل الأخذ منها قبل العبِّ والنهل من ثقافة الإسلام والعرب والعربية الأصيلة الماجدة...
إنه الأديب المتفنن كما أطلق على نفسه قريبا هذا اللقب العزيز القريب من نفسه، الملامس لحقيقة ما يجده في نفسه ووجدانه وعقله وما يسيطر عليه من هموم، فهو قد وهب نفسه لأمته، يبني مجدها العلمي، وصرحها الثقافي دون كلال أو ملال، يعرف الوجهة، ويؤمن بالتركيز، ويعلم أين سيصل، وكيف سيصل، ومتى سيصل، ليس رجما بالغيب - معاذ الله -، ولكن يرى ذلك حسب المعطيات أمامه، ووفق سير الخطط والعمل والتنفيذ...
وفي الأخير لا يرجو إلا السداد والتوفيق، وأن يحسن الله خاتمته بعد عمر طويل على الصحة والعافية والطاعة والنفع لأمته ووطنه ومجتمعه والإنسانية...

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٥/٤.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن ومشروعه العلمي)

يجوب الشوارع، يسافر إلى المدن، يقرأ في الوجوه، ويحلق في سماء المعرفة، ويغوص في بحور العلم، ويتعمق في بطون الكتب، ويناقش العامي، ويحاور المختص، ويجادل الأحمق، ويتعلم من الجاهل، ويأخذ عن الغبي، ويمتِّن علاقاته مع كل من يروق له ويخدمه في مشروعه العلمي والثقافي والفكري، وإن يئس؛ انتهض، وإن كبا؛ قام، لأنه أعرف الناس بنفسه، ولأنه يتعلم دوما وأبدا...
 وقبحا لمن لا يتعلم كل يوم، قبحا لمن رضي بالجهل دون العلم، وبالحمق دون الذكاء، وبالذكاء دون الزكاء، وبالعقل دون العلم، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن رضي بالعلم مع الفهم، وبالزكاء مع الذكاء...
رأى كل الصوارف والملهيات، وتصله أخبار المشاهير الذين سماهم في وقت سابق "مشاهير الفلس" و "كلب المال"، ولم يعد يفكر في غير تحقيق مشروع حياته وحلمه الكبير "العلم والتعليم، ونشر ثقافة القراءة والكتابة، وتحبيب الكتب للأجيال"...
أضحى كل همه منصبا في تحقيق هذه الغاية النبيلة، فهو يصبح عليها، وعليها يمسي، أمله أن يقرب علم الأوائل للأواخر، وأن يصل السابق باللاحق، وأن ينشر المعرفة والعلم على أوسع نطاق، وفي أعظم مدى، دون اعتراف بالهزيمة، أو استسلام للفشل، أو خنوع للعادات والرسوم البالية، أو خضوع لكل فكر مستورد هجين...
يعتز دوما وأبدا بدينه وشريعته، وإن اعترف بالذنب والتقصير، ينتمي فعلا لوطنه ومجتمعه وأمته، وولاؤه وبراؤه في الله، وجهاده في الله، وعلمه في الله، لا يقبل التزييف والتلاعب بالدين، كما لا يؤمن بالانغماس في ثقافة الآخر، بل الأخذ منها قبل العبِّ والنهل من ثقافة الإسلام والعرب والعربية الأصيلة الماجدة...
إنه الأديب المتفنن كما أطلق على نفسه قريبا هذا اللقب العزيز القريب من نفسه، الملامس لحقيقة ما يجده في نفسه ووجدانه وعقله وما يسيطر عليه من هموم، فهو قد وهب نفسه لأمته، يبني مجدها العلمي، وصرحها الثقافي دون كلال أو ملال، يعرف الوجهة، ويؤمن بالتركيز، ويعلم أين سيصل، وكيف سيصل، ومتى سيصل، ليس رجما بالغيب - معاذ الله -، ولكن يرى ذلك حسب المعطيات أمامه، ووفق سير الخطط والعمل والتنفيذ...
وفي الأخير لا يرجو إلا السداد والتوفيق، وأن يحسن الله خاتمته بعد عمر طويل على الصحة والعافية والطاعة والنفع لأمته ووطنه ومجتمعه والإنسانية...

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٥/٤.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الأحد، 26 أكتوبر 2025

شذرات

(شذرات)

١- من أكثر الأبيات التي أعجبتني للشاعر/ عبدالرحمن العشماوي:
لو منحنا نفوسنا مبتغاها * لغدت أرضنا الفسيحة حانة 
كل حي إلى الفناء ولكن * يتحرى الإنسان منا أوانه
ومنها:
إن دنيا يا أخي من بعدها * ظلمة القبر وصوت النابحِ
لا تساوي حبة من خردل * أو تساوي ريشة من جانح 
لا تسل عن قيمة الربح وسل * عن أساليب الفريق الرابح
ومنها أيضا:
أعيش مع الإيمان بالله إنني * أصد به في الأرض أقسى الشدائدِ
ومنها:
يصبح العلم بالتملق ليلا * وبصدق الإيمان يصبح نورا
ومنها كذلك:
نحن بالله وهل يخشى ضياعا * من يكون الله في الدنيا نصيره؟!.
٢-من أكثر ما أعجبني من نثر، هذا الجزء المقتطف من مقال للأديب الرائع/ نواف البيضاني الحربي، فمما قال وفقه الله:
"لقد أفسد علينا هذا الغلوّ في التفرنج كل شيء حتى غدونا غرباء في لغتنا، نستورد المفردة كما نستورد الصلصة، ونستعملها على موائدنا كأنها توابلُ الرقيّ وأفاويه الفخامة والوقار ! 
أفلا يعلمون أن اللغة ليست زينةً على اللسان، بل هُويّةٌ في القلب؟ وأن من يستهين بلغته إنما يبيعُ شيئاً من نفسه، كما يبيع التاجر من طعامه وإن كان البيع الأول بخسًا؟".
٣- من الأمثال التي سمعتها في قبيلة الشرارات في طبرجل:
"قلبي غليل على أم شليل".
والمعنى: قلبي مشتاق إلى صاحبة الشليل، وهو ثوب لا تلبسه غالبا في ذلك الوقت إلا المرأة المحضية أو الجميلة أو ذات الترف.
قال الجوهري:
"الغُلُّ والغُلَّةُ، بضمهما،
والغَلَلُ، محرَّكةً، وكأَميرٍ: العَطَشُ، أو شِدَّتُه، أو حَرارةُ الجَوْفِ، وقد غُلَّ، بالضم، فهو غَليلٌ ومَغْلولٌ ومُغْتَلٌّ. وبعيرٌ غالٌّ وغَلاَّنُ، وقد غَلَّ يَغَلُّ، بفتحهما، واغْتَلَّ.
والغَليلُ: الحِقْدُ،
كالغِلِّ، بالكسر، والضِّغْنُ، وقد غَلَّ صَدْرُه يَغِلُّ، والنَّوَى يُخْلَطُ بالقَتِّ للناقةِ، وحَرارةُ الحُبِّ والحُزْن".
القاموس المحيط، الرسالة، ط٨، ١٠٣٩.


بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٥/٤.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

السبت، 25 أكتوبر 2025

قيد الخاطر- زيادة الوعي أحيانا باهضة الثمن

قيد الخاطر- (زيادة الوعي أحيانا باهضة الثمن)

أنا بحمد ربي تعالى مثقف فعلا وقارئ نهم وزيادة الوعي غالبا تسبب فجوة لأن الواعي والمثقف كلما زاد وعيه وثقافته، أحس بالغربة الثقافية والفكرية والعقلية والنفسية، وهذا ما أشعر به حقا...
البعض يعتقد لجهله وقلة ثقافته وقراءته وضعف اطلاعه وتحصيله أنني جالس متكئ وأدبج تلك المقالات لأنني فارغ، ولم يعلم المسكين الضعيف الجاهل أن كثيرا من الأدباء وأرباب الوعي وأصحاب الثقافة هم في كرب وهم لا يعلمه إلا الله، حتى ألف بعضهم كتابا بعنوان "لعنة الوعي"!.
يا صاحبي:
إن المثقف الحقيقي، والقارئ النهم، والواعي حقا وصدقا، فهمه غير فهم من هو مباين ومختلف عنه، فهمه لنفسه، نظرته للكون والناس والحياة، كل ذلك ينطلق فيه من منطلقات غير أولئك الأغيار، والثقافة والعلم والأدب والفكر والوعي عملية تراكمية، ليست بالسهلة، ممتعة نعم، لكنها باهضة الثمن، أتحدث هنا عن المفكر الحر، والمثقف الصادق، والواعي الحاذق، وليس من باعوا أنفسهم للشهرة أو الساسة أو الإعلام أو الجماهير أو اللا شيء، لا كثرهم الله...
الخلاصة:
ربك إذا أخذ شيئا، أعطى أشياء، والمؤمن الفطن، والمثقف الأريب، والأديب المتفنن الألمعي الحاذق الحصيف لا يكتفي بالبكاء على الأطلال، حتى يتنقل في رياض مونقة، وحدائق مزهرة، والعز في النقل، كما قال الأول، وكم صقلت الغربة من نفوس، وسددت من عقول، وارتقت بأرواح، والماء إذا ركد، أسن وتغير وتكدر، فامض باسم الله، واعمل على بركة الله، ولا تكن من الخاملين، ولا تكتف بما دون المجد من هدف، ولا تحتقر ما تحتويه من إنسانية، وما يكتنف جوانحك من إبداع، فإن الإبداع يسير، لكن قل من اكتشف نفسه، لو قلت أن أغلب الناس لم يعرفوا نفوسهم حقا، لما كنت واهما يا صاحبي...

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- السبت- ١٤٤٧/٥/٣.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

شذرات

(شذرات)

١- من أكثر الأبيات التي أعجبتني للشاعر/ عبدالرحمن بن صالح العشماوي - حفظه الرب العلي -:
هذي بلادك دينها متأصل * في قلبها والمجد فيها مختزن 
فيها الأصالة نخلة ممشوقة * لم يحتقرها الناظرون ولم تهن
فغذاؤها التمر المبارك طلعه * وشرابها من ماء زمزم واللبن
ومنها:
تيقن يا حبيب بأن همي * يبدده الدعاء المستجاب 
يظل لمن أحن لهم حضور * أسر به وإن رحلوا وغابوا
ومنها:
تقول لي التجارب وهي أدرى * بما يعنيه في البحر العبابُ
إذا استأمنتَ في المرعى ذئابا * فلا تغضب إذا سطت الذئاب
٢- من أكثر الأبيات التي أعجبتني لشاعر الشرارات الكبير/ عايد بن رغيان الشراري - وفقه الرب العلي -:
هذي حلاته دون شك ولا ريـب * العمـر يقضـي والليالـي نهابـه
كـم واحد ينبت على عارضه شيب * ما ذاق لذات الطـرب فـي شبابـه
٣- وهل العاطفة الرقيقة إلاّ مرض في الرجال؟
ذكريات علي الطنطاوي- دار المنارة- ط٥.
٤- من أكثر الأبيات التي أعجبتني:
أعط الحياة من الجنون نصيبها * إن الحياة عدوة العقلاءِ
لعبدالله العجوري.
٥- من أعظم مظاهر الفسق والخروج عن طاعة الله: الخروج عن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في آخر سورة الأحقاف: (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تسعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون) ثم بعدها مباشرة في سور محمد (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم)، وهذه من المناسبات اللطيفة بين السور، ففي آخر سورة الأحقاف ذكر جزاء الكافرين، وفي بداية سورة محمد بعد سورة الأحقاف ذكر جزاء من اتبع محمد صلى الله عليه وسلم. 

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- السبت- ١٤٤٧/٥/٣.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن)

قيد الخاطر- (الأديب المتفنن)

كان يتلقى الصدمات، تتلقفه أيدي الخيبة والحرمان، يسيح في أرض الهجران، يثق في أناس، تبين لاحقا أنهم السراب، لم يفلح في إحسان الظن، أجبرته ظروف الزمن أن يقدم سوء الظن، وأن يمشي بحذر، وأن يبني علاقاته بعد التفكير ألف مرة، فلقد لسع أكثر من مرة، وشوه نظره في الوجود بفعل الضغط والكبت، كان مستحقرا لذاته ومركزيته ووجوده بفعل عوامل عديدة، لكنه في نهاية المطاف يزعم أنه خرج من فوهة البركان، ومن عنق الزجاجة، أصبح حر التفكير، حر الإرادة، حر العمل والتوجه في المسير، جرب كثيرا في الحياة، واختط لنفسه مشروع حياته، عرف قدراته ومواهبه وأهدافه، وعرف كيف يحقق ما يصبو إليه، يزعم أنه حقق بعض ما يريد، فهو راض ويطلب المزيد، صريح مع نفسه، صريح مع الناس، وإن كان أحيانا "يعرف من أين تؤكل الكتف"...
قابل فئاما من الناس، وواجه ظروفا عديدة، صقلت شخصيته، وأمدته بمعارف هائلة...
كان كثيرا ما يأوي إلى الكتب والمكتبات، يقرأ أكثر مما يشتري، ولا يقتني سوى الأجود، وقراءته "قراءة مشاريع"، فتجده ينتقي "من بطون الكتب" ينشرها في مقالات، ويقيد الفوائد، ويكتب الخواطر، ويستغل النظر في النفس والناس والحياة والكون، فيدقق ويحلل...
كان في بداياته مولعا ب "مرض الكمالية"، إلى أن استقر به التطواف إلى فهم حقيقة النجاح، فعمل بالممكن، فحمد ربه تعالى على ذلك النجاح الذي تحقق له، ذلك أن الكمال عزيز، والمطلوب هو إتقان العمل، ولا أقل من العمل، أن تخطو خطوة للإمام، يعني أنك سلكت الطريق...وجميل تلك العبارة التي قرأها: بعض المشايع لا تعطيك سرها حتى تخطو خطوة للأمام، وفعلا كان ذلك الأمر تماما هو الحاصل معه، فلقد كتب كثيرا في النثر والشعر، ويزعم أنه تعلم ب "الممارسة" ما لم يتعلمه ب "التنظير"، وهو يزعم أن النجاح الكامل يأتي من التكامل بين التنظير والتطبيق أو الممارسة أو العمل، بل لا يوجد عمل إلا ويسبقه تنظير، ومن رأى سير الناجحين - كما تراه في كتاب الفلاحي "قصص الناهضين" -؛ توقن أن ثمة أعمالا ضخمة ناجحة لم يكن أصحابها على علم كبير، أو لديهم تنظير خطير، نعم، قد يكون هذا من قبيل الاستثناء، لكن العمل والتطبيق غالبا هو محك النظر، ومربط الفرس، وهو خلاصة النجاح، أن تخطو خطوة للأمام، مع الإصرار والعزيمة والتركيز...
إنه في النهاية إنسان، وكفى، وستصدم إذا علمت كونه كلما تقدم في المعرفة، كلما رأى أن ما تراه من هؤلاء البشر لم يرتقوا بعد إلى أن يكونوا إنسانيين بما تحويه هذه المفردة من معاني شاملة، وسمات فاضلة، ولكن الجهل بلاء الأمم في الغابر والحاضر، والعلم هو من يبصر المتعلم بالطريق، وينير له السبيل، ويعرفه أقدار الناس، ومراتب الإنسانية، وإن لم يكن التخلف عن الأخذ بأول أمر قرآني رباني "اقرأ" هو أكبر سبب لهذا الانحطاط الذي نراه في الأمة، فهو بلا ريب من أعظم أسباب تخلفها لمن تدبر واعتبر واستبصر...
نعم إنه إنسان، ولكنه لم ينفك عن تلك الصدمات التي تؤرقه، وما زال يتجرع الغصص والمرارات، ولكنه يصابر، ما زال، لكنه لم يذبل، ما زال، لكنه يقاوم، يقاوم كل تخلف وصلابة واعتداد بالرأي في غير محله، وتعاظم الجهلة، وشراسة السفلة، ولا معنى لإنسان لا يقاوم، وأول جهات المقاومة: هي نفس الإنسان، يقاومها بكل ما فيها من تخلف وجهل ومرض...
إنه إنسان، ويسعى دائما لتحقيق معاني الإنسانية في نفسه، كالإيمان لا يأتي إلا على مراحل، وهو أعرف الناس بنفسه، ولكن يرجو الثبات، فهو كما قال: لا عبرة بالمتحول، أي: من يكثر التنقل...
إنه إنسان، شاعر وناثر ومؤلف، وهو بأخرة أطلق على نفسه لقبا يراه موافقا لما يصبو إليه "الأديب المتفنن"، ومعنى الأدب واضح، والمتفنن أي: ذو الفنون، وصاحب العلوم، هذا في النهاية ما وصل إليه، ولكنه يرى نفسه ناقصا، لأن الرجل دون امرأة ناقص ولا بد، هذا من حيث الأصل، والتمام قريب بحول الله وقوته...

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الجمعة- ١٤٤٧/٥/٢.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

شذرات من بطون الكتب- (مشكدانة)

شذرات من بطون الكتب- (مشكدانة)

على منصة × حساب باسم "مشكدانة"، وهو عثمان العتيبي.
هنا أنقل كلاما للذهبي رحمه الله عن شخصية مماثلة لهذا الاسم، يقول الذهبي:
"المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبَانِ بنِ صَالِحِ بنِ عُمَيْرٍ القَرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ، مَوْلَى عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
سَمِعَ: عَبْدَ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ هَاشِمٍ، وَابْنَ المُبَارَكِ، وَعُبَيْدَ اللهِ الأَشْجَعِيَّ، وَيَحْيَى بنَ أَبِي زَائِدَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ فُضَيْلٍ، وَعِدَّةً مِنْ جِلَّةِ الكُوْفِيِّيْنَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ، وَالبَغَوِيُّ، وَالسَّرَّاجُ أَبُو العَبَّاسِ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ السَّرَّاجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدُوْسِ بنِ كَامِلٍ السَّرَّاجُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ.
وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ: رَأَى مُشْكُدَانَةُ عَلَى كِتَابِ رَجُلٍ: مُشْكُدَانَةَ، فَغَضِبَ، وَقَالَ:
لَقَّبَنِي بِهَا أَبُو نُعَيْمٍ، كُنْتُ إِذَا أَتَيتُهُ، تَلَبَّستُ، وَتَطَيَّبتُ، فَإِذَا رَآنِي، قَالَ: جَاءَ مُشْكُدَانَةُ.
وَقِيْلَ: هُوَ وِعَاءُ المِسْكِ.
وَمُشْكُ: مِسْكٌ.
وَقِيْلَ: كَانَ مُشْكُدَانَةُ شِيْعِيّاً.
وَضَبَطَ ابْنُ الصَّلاَحِ مُشْكَدَانَةَ: بِضَمِّ أَوَّلِه، وَفَتْحِ ثَالِثِهِ.
وَقَالَ شَيْخُنَا المِزِّيُّ: فِي الكَافِ الضَمُّ أَيْضاً، وَذَلِكَ جَائِزٌ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ -رَحِمَهُ اللهُ-".
سير أعلام النبلاء، ١٥٥/١١، ط٣- ١٤٠٥، ط الرسالة.

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الجمعة- ١٤٤٧/٥/٢.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الجمعة، 24 أكتوبر 2025

شذرات

(شذرات)

١- من أكثر الأبيات التي أعجبتني للشاعر/ محسن بن علي السهيمي وفقه الرب العلي:
للضوء تندفع النفوس وربما * كانت براعة بعضها أصفارا 
ما كل من مخر العباب بماهر * ما كل من غشي الوغى مغوارا 
فلكل أرض حين تضحك لونها * ولكل فن ملهمون سكارى
وإذا رأيت القوم صفق جمعهم * للعابرين فودع المضمارا 
٢- الغنى كله محصور في الاتصال بالله، والفقر كله محصور في البعد عن الله، فكلما اتصلت بالله، اغتنيت، وكلما بعدت، افتقرت.
٣- من أكثر الأبيات التي أعجبتني للشاعر/ عبدالرحمن بن صالح العشماوي - وفقه الرب العلي -:
كن بالإجابة حين تدعو واثقا * مستشعرا معنى دعائك صادقا 
إن السماء بعيدة لكنما * هي منك أقرب حين تدعو الخالقا 
٤- تنقلت في مدن كثيرة، لم أجد أسكن ولا أروح من طيبة الطيبة، حقا إنها مدينة السكينة، مدينة العلم، مدينة الإيمان، ومع ذلك أنوه إلى وجوب فهم العبد لتقدير الصالح والأصلح في سكنه، فصاحب الرسالة المهم لديه إيصالها، وهنا يفترق الناس، وأبواب الجنة ثمانية، وأبواب الخير لا تحصر.

بقلم الأديب المتفنن/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الجمعة- ١٤٤٧/٥/٢.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

مفتي عام المملكة العربية السعودية صالح الفوزان

(مفتي المملكة العربية السعودية العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان)

الحمدلله وبعد:
فإنه في يوم الأربعاء بتاريخ ١٤٤٧/٤/٣٠، وكنت على سفر من طبرجل إلى سكاكا، وفي أثناء الطريق وصلني خبر تعيين الشيخ العلامة د. صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان - حفظه الرحيم الرحمن -، ففرحت لذلك واستبشرت، وكنت أقول - بعد وفاة المفتي السابق العلامة المتعبد المتنسك الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن عبداللطيف آل الشيخ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأعقب له له ذريته خيرا كثيرا -، كنت أقول المفتي الجديد في ظني سيكون صالح الفوزان، كنت أقول ذلك ليس رجما بالغيب - معاذ الله -، وإنما لأمرين اثنين: لقوة الشيخ العلمية، وقوته العقلية والفكرية والمنهجية، والأحداث والفتن التي مرت كانت كثيرة في حياته، وكثير من سقط في أوحالها، وتدنس بأوضارها، والشيخ ثابت على المنهج والعقيدة والفكر، فهو قوي متمسك بعقيدته، ثابت على منهجه، مع ما حباه ربه من عقل راجح، وذهن متقد، وفكر صاف، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا، ولا نقول هو أحب إلينا من غيره، ولا نقول هو أعلم، هو أتقى، ولكننا استبشرنا وفرحنا بتعيينه، وهو يستحق هذا المنصب بجدارة، وتاريخه العلمي والدعوي والمنهجي والفكري يشهد له، والمجتمع يشهد له، والدولة تشهد له "وما شهدنا إلا بما علمنا".
وهنا إلقاء الضوء على سيرته من "موقعه الرسمي" على "الشبكة العالمية الانترنت":
الاسم/ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان.
المولد في بلدة الشماسية جنوب القصيم في عام 1354هـ .
درس الابتدائية، والتحق بدروس العلامة عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله. 
حصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
كانت رسالة الماجستير عن "التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية".
يضيف الشيخ قائلا:
"أما أطروحة الدكتوراه فهي في موضوع الأطعمة ما يحل منها وما يحرم بالأدلة ، وقد نُوقشت أيضاً من قبل سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله عضواً ، من قبل معالي الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي عضوا ، وفضيلة شيخنا الشيخ عبد الرزاق عفيفي حفظه الله مشرفاً عليها ونالت والحمدلله درجة الشرف".
أعماله:
كان مدرسا في الابتدائية، ثم مدرسا في المعهد العلمي بالرياض، ثم في كلية الشريعة، ثم في كلية أصول الدين، ثم مديرا للمعهد العالي للقضاء، ثم مدرسا فيه.
ومن أعمال الشيخ حفظه الله:
مشاركته في عضوية هيئة كبار العلماء.
 مشاركته في عضوية المجمع الفقهي بمكة المكرمة.
مشاركته في مؤتمرات مختلفة في الداخل والخارج.
التدريس في المسجد.
إلقاء محاضرات في مختلف الجهات في المدارس وفي المساجد وفي الأمكنة المناسبة.
 أيضا العضوية في لجنة الإشراف على الدعاة في التوعية الإسلامية في موسم الحج .
عضو في برنامج "نور على الدرب".
إعداد برنامج "الفقه الإسلامي".
إعداد برنامج "أضواء على فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية".
من مؤلفات الشيخ وفقه الله:
المقررات الدراسية.
الخطب المنبرية. 
الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد.
البيان لأخطاء بعض الكتاب.
التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية. 
قال أبو عبدالملك:
درسناه في "جامعة طيبة" في قسم "الدراسات الإسلامية"، وهو في مكتبتي الخاصة، كتاب نافع للغاية، محرر مؤصل، ذكر فيه المذاهب الأربعة، والترجيح، وفيه يظهر نفَس الشيخ الفقهي.
بعض الدرر والجواهر من كلامه حفظه الله:
١- الكتاب والسنة كفيلان بحل المشاكل إلى أن تقوم الساعة.
٢- الخلاف وُجِدَ بين الصحابة في المسائل الفرعية والمسائل الاجتهادية ولم يَعِب بعضهم على بعض ، إنما هناك أمورٌ لا يجوز الخلاف فيها كأمور العقيدة وأمور أصول الدين هذه أمور والحمدلله لم يقع فيها خلاف ، إنما الخلاف في الأمور الفقهية التي هي محل للاجتهاد والنظر .
٣- "مجموع الفتاوى لابن تيمية":
قال عنها:
"هذه الفتاوى بحر زاخر في العلم والتحقيق والدقة والأمانة العلمية ، سعة الأفق عند هذا الإمام الجليل رحمه الله فمن يقرأ في كتبه ومؤلفاته خصوصاً هذه الفتاوى يطَّلع منها على العلم العجيب فهذا والله أعلم نتيجة التقوى والورع والنُصح على إرشاد المسلمين ، والحرص على المحافظة على دين الله عز وجل ، والدفاع عن الشريعة ، هذه الفتاوى بحرٌ غزير في العلم والتحقيق في مختلف أبواب العلم في باب العقيدة ، في باب الفقه ، في مختلف العلوم الضرورية في علوم الشريعة".
٤- مذهبنا مذهب أهل السنة والجماعة مذهبنا مذهب الأئمة الأربعة الذين هم من خيار أئمة أهل السنة والجماعة نحن لنا مذهب والحمدلله ، على مذهب السلف الصالح في الأصول والفروع ، والذي ليس له مذهب هذا ليس له دين تقريباً لابد للمسلم أن يكون له مذهبٌ وهو المذهب والمنهج الصحيح السائر على كتاب الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
٥- فالفقه الإسلامي يعني معرفة معاني كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بأقوال أهل العلم واستنباطاتهم هذا هو الفقه الإسلامي بوجه عام.

يذكر أن الشيخ صالح الفوزان هو رابع مفتي للملكة العربية السعودية بعد المفتين محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وعبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وعبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.
وجد الشيخ صالح الفوزان لأمه هو العلامة مفتي الديار النجدية عبدالله أبا بطين، من مشاهير علماء الحنابلة، وله مؤلفات زاخرة.
رحم الله الجميع، وثبت الله من بقي على الإسلام والسنة والجماعة، آمين، آمين، آمين.
اللهم أعز آل سعود بالتوحيد والسنة والإسلام، وجميع ولاة أمر المسلمين، والمسلمين أجمعين يا رب العالمين، ووفق عبدك صالحا الفوزان لكل خير وبر وهدى وصلاح وجميع علماء المسلمين، وانصر أهل السنة والجماعة فوق كل أرض وتحت كل سماء، يا فاطر الأرض، ويا رافع السماء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. 

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الخميس- ١٤٤٧/٥/١.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

شذرات

(شذرات)

١- بعض الأفراد لفرط ذكائهم، لم يستوعبوا أنفسهم، فماتوا، لكنني بحمد ربي تعالى أسعى دائما في تثبيت هذه الفضيلة "التوازن" في نفسي ومن حولي، وسأموت إن شاء ربي تعالى بعد عمر طويل على الصحة والعافية والطاعة وأنا مستوعب لنفسي، محقق للتوازن في ذاتي.
٢- من أكثر الأبيات التي أعجبتني للعشماوي:
أبنيّ كن بالله لا بعبيده * لا تخش قطعان الذئاب وغابها 
كم حاسد لما تقاصر عزمه * عن نيل منزلة الأكارم عابها 
٣- ما أعظم مشروع يؤرق تفكيرك، ويأخذ بمجامع قلبك، ويستولي على أعمالك؟
هل أنت مؤمن حقا بقدراتك؟ تعرف مواهبك؟ تطور من نفسك؟ تعرف مكامن القوة والضعف في نفسك فتعزز جوانب القوة، وتجتنب مناطق الضغف، وتقتنص الفرص، أو تخلقها، ولا تنتظرها كالخاملين الكسولين الكثيرين؟
هل لديك أهداف؟ هل تسعى لتحقيقها؟
أسئلة لا يسألها إلا الإنسان السوي العاقل المتزن، الذي يهدف لنفع ذاته ومجتمعه ووطنه والإنسانية...
يا قوم: ألم أقل لكم إن الإنسان الحقيقي يتفاعل مع الوجود تفاعلا إيجابيا؟ إن التفاعل مع الوجود كثيرا ما ينطلق من السؤال، فيبحث عن الجواب، علما وعملا، إن البحث عن الحقيقة تفاعل إيجابي مع الوجود، إن تلك الأسئلة وإثارتها ومحاولة الإجابة عنها، لهو دليل قوي على إنسانيتك ومحبتك للخير للجميع في هذا الوجود العظيم والكون الفسيح الذي يضيق بالجهل، ويتسع بالعلم، و "رأس العلم: السؤال"، فاسأل نفسك كثيرا، وحدثها وحادثها، وأجب عن تلك التساؤلات والمساءلات، وحقق حلمك بتوازن، واسعَ دوما لتطوير قدراتك واكتشاف مواهبك، فإن الإنسانية الحقة لا تتحقق إلا بالعلم والإيمان، فأعد للسؤال جوابا، وللمقام مقالا "ولا تكن من الغافلين"، وسلام على المتعلمين والعاملين والمتصدرين في نشر العلم والثقافة والأدب والمعرفة بين العالمين، والسلام. 
٤- نوع نادر من أنواع الشجاعة: تقبل أخطائك، أو عيوبك، والاعتراف بالعثرة والزلة مهما بلغ مقامك في الناس، فذلك يزيدك ولا ينقصك، ويرفعك ولا يخفضك، ويزينك ولا يشينك، ويبقي ذكرك الجميل بعد رحيلك، والأهم يعظم مقدارك عند ربك، وبه تسلك سبيل نبيك - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام - رضوان الله عليهم أجمعين - ومن جاء من بعدهم من العدول والصالحين.
وهذا الخلق المليح وهو تقبل عيوبك، واعترافك بأخطائك وصف نادر للشجاعة لا يتصف به إلا من ندر، وقليل هم الشجعان، وقديما قالت العرب: "الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل"، و "الحق أبلج، والباطل لجلج"، فخض غمرات الحق برباطة جأش، ولا تقرب الباطل ولا أهله، وكن عن الجبناء بمعزل، لأنه "لا نامت أعين الجبناء"، فتجنب الويل والثبور بسلوك سبيل أرباب الفجور، والسلام.

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأربعاء- ١٤٤٧/٤/٣٠.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

شذرات من بطون الكتب- (شداد بن أوس رضي الله عنه)

شذرات من بطون الكتب- (شداد بن أوس رضي الله عنه)

كنا في طريقنا إلى طبرجل وصلينا في مسجد شداد بن أوس رضي الله عنه بقرية "النبك أبو قصر" تبعد عن "محافظة طبرجل" تقريبا ستين كيلو مترا.
هنا أنقل كلاما للذهبي رحمه الله عن هذه الشخصية الكريمة.
قال الذهبي:
شَدَّادُ بنُ أَوْسِ بنِ ثَابِتِ بنِ المُنْذِرِ بنِ حَرَامٍ الأَنْصَارِيُّ.
أَبُو يَعْلَى، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ، النَّجَّارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، أَحَدُ بَنِي مَغَالَةَ، وَهُمْ بَنُو عَمْرِو بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ.
وَشَدَّادٌ: هُوَ ابْنُ أَخِي حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ، شَاعِرِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
مِنْ فُضَلاَءِ الصَّحَابَةِ، وَعُلَمَائِهِمْ، نَزَلَ بَيْتَ المَقْدِسِ.
وَقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّ شَدَّادَ بنَ أَوْسٍ أُوْتِيَ عِلْماً وَحِلْماً.
وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: فَضَلَ شَدَّادُ بنُ أَوْسٍ الأَنْصَارَ بِخَصْلَتَيْنِ: بِبَيَانٍ إِذَا نَطَقَ، وَبِكَظْمٍ إِذَا غَضِبَ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: شَدَّادٌ لَهُ صُحْبة.
قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَهِدَ بَدْراً، وَلَمْ يَصِحَّ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: نَزَلَ فِلَسْطِيْنَ، وَلَهُ عَقِبٌ.
مَاتَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَتْ لَهُ عِبَادَةٌ وَاجْتِهَادٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ البَرْقِيِّ: كَانَ أَبُوْهُ أَوْسُ بنُ ثَابِتٍ بَدْرِيّاً، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ.
ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ ثَوْرَ بنَ يَزِيْدَ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، قَالَ:
لَمْ يَبْقَ بِالشَّامِ أَحَدٌ كَانَ أَوْثَقَ، وَلاَ أَفْقَهَ، وَلاَ أَرْضَى مِنْ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، وَشَدَّادِ بنِ أَوْسٍ.
قَالَ المُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: زُهَّادُ الأَنْصَارِ ثَلاَثَةٌ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَعُمَيْرُ بنُ سَعْدٍ، وَشَدَّادُ بنُ أَوْسٍ.
عَنْ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ:
أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الفِرَاشَ يَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ، لاَ يَأْتِيْهِ النَّوْمُ، فَيَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنَّ النَّارَ أَذْهَبَتْ مِنِّي النَّوْمَ.
فَيَقُوْمُ، فَيُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ.
رَوَاهُ: جَمَاعَةٌ، عَنْ فَرَجٍ، عَنْ أَسَدٍ.
اتَّفَقُوا عَلَى مَوْتِهِ كَمَا قُلْنَا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، إِلاَّ مَا يُرْوَى عَنْ بَعْضِ أَهْلِ بَيْتِهِ: أَنَّهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ.
خَرَّجُوا لَهُ فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ.
وَعَدَدُ أَحَادِيْثِهِ فِي (مُسْنَدِ بَقِيٍّ) : خَمْسُوْنَ حَدِيْثاً، أَعْنِي بِالمُكَرَّرِ.
انظر: سير أعلام النبلاء، ط الرسالة، ط٣، ١٤٠٥،  ٤٦٠/٢، بتصرف. 

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
النبك أبو قصر- الثلاثاء- ١٤٤٧/٤/٢٩.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الاثنين، 20 أكتوبر 2025

قيد الخاطر- (لذة العلم والمعرفة)

قيد الخاطر- (لذة العلم والمعرفة)

لذة العلم والمعرفة عندي لا تعدلها لذة، وعن تجربة أقول: بقدر ما تتشربه نفسك وتتروى به روحك من العلم والمعرفة، بقدر ما يخرج منها من جهل وما يرادفه وما هو بعكس ذلك الجوهر الذي لا عوض له "العلم والمعرفة"، بل أقول لتعلم لا لمجرد أن تطرب - وإن قيل: إن الكريم طروبُ -: عندي عن تجربة: نقطة من العلم تزيح بحارا من الجهل، لكن إذا طلب بإخلاص، وزكي بالعمل، وهذا مصداق قول ربنا في كتابه العظيم: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)، وهل حق أحق من كلام الله، وهل باطل أبطل من الجهل؟ ولذا كان التوحيد هو رأس المعارف، والشرك رأس الجهالات والضلالات، وفرد موحد، يكسر عساكر مشركة، فالعلم وإن قل مبارك، والله مع المتعلمين وطالبي المعارف، والجهل شؤم على صاحبه، فمن أراد الغنم، فليتعلم، وكفى.

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الاثنين- ١٤٤٧/٤/٢٨.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

قيد الخاطر- (بين الربانية والشيطانية)

قيد الخاطر- (بين الربانية والشيطانية)

بالربانية، يقضى على التعصب المذهبي والفكري والعلمي والثقافي والمنهجي والمناطقي والقبلي، لأن التعصب لغير منهاج الحق، شيطانية لا ربانية، وما أكثر الشياطين، وما أقل الربانيين، والرباني لا عليه مما عليه الأكثرية من الضلال والزيغ إن كان على الهدى وأمر بالتقوى، فقد أسقط عن نفسه التبعة، إن أحسن وأخلص في النصيحة.
وما يخالف الربانية ما تراه أيها المبارك من انتشار مفهوم الأخذ من الآخر والتثقف على كتب الآخر، وما الآخر إلا غير المسلم، وتسألني: لماذا ضعف سلطان الثقافة الإسلامية على القلوب والنفوس؟! إن سلطان الثقافة الإسلامية والعربية في الزمان المتأخر تقهقر كثيرا، ولذلك التراجع أسباب كثيرة: أهمها قلة القدوات، وضعف المربين، وطغيان الأنا، والتعلم لمجرد العلم إن كان هناك تعلم وعلم، وانفتاح وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مما سهل ورود ثقافات من الآخر علينا نحن المسلمين، فأصبحت مثار إعجاب عند فئام، وأنا لا أستغرب هذا، ولا أنكر على أصحاب هذا المهيع، ولكن أدعو إلى اعتزاز المسلم بلغته وشريعته وعلمائه وتاريخه وماضيه وهويته، وأن يقدم العبَّ من هذه الثقافة الإسلامية والعربية الثرَّة على العب ممن دونها من تلكم الثقافات المستوردة أو الهجينة، عليك عليك بالثقافة الإسلامية والعربية الأصيلة، ثم لا ضير بعد ذلك عليك في أن تقرأ في تلك الثقافات بروح المستبصر الناقد، لا المسلم الخانع المنبهر. 

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الاثنين- ١٤٤٧/٤/٢٨.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

قيد الخاطر- (الملكة في التعامل مع الكتب)

قيد الخاطر- (الملكة في التعامل مع الكتب)

قال المؤلف المبدع فهد بن عسكر الباشا - وفقه الله -:
"القارئ النابه لا ينبغي أن يسلم بتقييمات غيره حول جودة بعض المؤلفات أيا كان تصنيفها، إذ إن هذه التقييمات مهما حاول أصحابها الاجتهاد في تحري الصواب وتجنب التحيز ومراعاة الإنصاف، لن تخلو من ميل فكري أو نفسي أو ذوقي، لذلك لا بد في كثير من الأحيان أن يخوض القارئ التجربة بنفسه، بدلا من الاتكاء الكلي على آراء الآخرين وتجاربهم".
قال أبو عبدالملك:
وهذا ما استفدته مبكرا بحمد ربي تعالى، فلقد مكثت عاما تقريبا في الجامعة أرتاد المكتبات أكثر من شراء الكتب، كنت أشتري في بادئ الأمر كلما يروق لي، حتى كبحت جماح نفسي، وأعملت عقلي وفكري، لأنه تبدت لي هذه الكتب بطبعاتها الجيدة والمتوسطة والرديئة، وهناك مؤلفون على اتجاهات كثيرة، سياسية ودينية، وثقافية وفكرية وعلمية ومنهجية، فأصبحت في حذر من التسرع في شراء الكتب، فكنت أستشير كثيرا أهل الخبرة والتخصص والاطلاع والمعرفة، وأحرص على شراء الكتب التي تعرف بالكتب، وكذا الكتب التي تبين فضل طلب العلم الشرعي وفضل حملته، مثل "حلية طالب العلم"، للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله، وكتاب الشوكاني "أدب الطلب ومنتهى الأرب"، وكتاب "أدب الدنيا والدين"، للماوردي الشافعي، رحمة الله على الجميع. 
حتى مضت إلى يومي هذا إحدى عشرة سنة ومكتبتي بحمد ربي تعالى وفضله ومنته وكرمه في أبهى حلة، وأجمل منظر، وأحسن ترتيب، فهي صفوة مختارة من الكتب بعناية، تبلغ تقريبا ست مئة مجلد بين كبير ومتوسط وصغير، وجاري تطويرها وتكبيرها بحول الله وقوته، ومن ذلك شراء الموسوعات في كل علم وفن إن شاء الله. 

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الاثنين- ١٤٤٧/٤/٢٨.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

شذرات

(شذرات)

١- كل إنسان لا ينطلق في رؤيته وتفكيره ومشروعه وطموحاته من منطلق الدين الصحيح، فهو بالضرورة مآله الخيبة والحسرة، إن في الدنيا أو في الأخرى، والآخرة هي الدار الخالصة للمتقين، ويا طوبى للثابتين على مبادئ الدين في زمن الفتن والتخليط، زمن الانتكاسة ونشر التفاهة والمجون، قلتها تعليقا على بيت شعري للشاعر موفق السلمي - وفقه الرب العلي -: 
يا صبر الارض اللي تضم الرياجيل * نمشي عليها والنشامى تحتها.
٢- المجدد في التفسير في العصر الحديث عندي وعند الأكثرين هو العلامة المفسر اللغوي المجاهد بقلمه وفكره وبلاغته محمد الطاهر بن عاشور - عليه رحمة الرب الغفور - (ت ١٣٩٣) شيخ الإسلام والمالكية بتونس، وأعظم كتبه تفسيره المسمى شهرة واختصارا "التحرير والتنوير"، قلتها تعليقا على ما نشره الأخ الفاضل علاء بن سعد الحربي بقوله: "من جهابذة المفسرين المعاصرين الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي، والشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ العلامة الطاهر بن عاشور، وأخيرا الشيخ العلامة محمد ابن عثيمين".
قال أبو عبدالملك:
وابن عثيمين - عليه رحمات رب العالمين - تفسيره هو المفضل من هذه التفاسير للمبتدئ والمتوسط، فهو من "مدرسة السهل الممتنع"، عبارة سهلة، وأسلوب فريد، يتميز بتقريب العلوم الشرعية واللغوية، مع ما في تفسيره وكتبه من الفوائد والفرائد التي ينصح بها كثيرا.
٣- نشر الأخ الفاضل علاء بن سعد الحربي - وفقه الرب العلي - صورة الإمامين الشيخين القامتين ابن عثيمين وابن باز - عليهما شآبيب الرحمة والرضوان -، وأردف قائلا: ما الذي يخطر على بالك مباشرة عندما ترى هذين العلمين؟ 
فأجبت:
متانة الديانة، وقوة الحجة، ورسوخ العلم، وعظيم الفهم، وثاقب النظر، وأحسن الأثر.
٤- قال أبو علي الجوزجاني: كن طالبا للاستقامة، لا طالبا للكرامة، فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة، وربك يطلب منك الاستقامة.
شرح العقيدة الطحاوية، ابن أبي العز، المكتب الإسلامي، ط٩.
٥- من أكثر الأبيات التي أعجبتني:
يا خوي بار الردي عادي يبور الردي * المشكلة باروا الاخوان والاصدقا
ياسر التويجري
٦- الاهتمام بالأدب شعرا ونثرا من أعمدة الشريعة والعربية لمن يفقه، وما هذا الانفصام النكد الذي نراه في كثير من طلبة العلم بين العلم الشرعي والأدب إلا من قلة فهمهم لهذا، وهو كون الشريعة والأدب تصب في مصب واحد: ألا وهو اللغة العربية، وأن الأدب طريق معبد لفهم اللغة، وتعزيز الذائقة، وتحسين الخطاب. 
٧- من أكثر الأبيات التي أعجبتني:
ولرب ذي عقل حصيف راجح * أغواه عن درب الهدى الأصحابُ
للعشماوي. 
ومن شعره:
ريحانتي ليل المحب نهارُ * وهدوؤه من خلفه الإعصار 
لا تعذليه إذا سمعت أنينه * إن المحب على الحبيب يغار
ومنه:
عتابي على قدر الوفاء أبثه * وعندي لأصحاب الوفاء مراتبُ
ولولا صفاء الود في النفس لم تجد * صديقا إذا جار الصديق يعاتب
ومنه:
ذلل صعوبات الحياة بهمة * إن الحياة تريد منك كفاحا 
مر الحياة لمن يريد كرامة * حلو ويفلح من أراد فلاحا 
٨- في صدر الرجل ألف صمت، يفري فيه كل صمت حتى لا يدع منه بقية تجعل للحياة طعما عنده، وهذا هو قهر الرجال، فإما الصوت وإما الموت، وأيهما كان أعجل وأقرب فهو أوجع، ولكن الناس لا يعلمون.

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٤/٢٧.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

شذرات من بطون الكتب- (دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة)

شذرات من بطون الكتب- (دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة)

قال ابن سيد الناس رحمه الله:
"عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أَضَاءَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَظْلَمَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ، وَمَا نَفَضْنَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَيْدِي حَتَّى أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا. وَرَوَى ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ أَنَسٍ: شَهِدْتُ يَوْمَ دُخُولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَلَمْ أَرَ يَوْمًا أَحْسَنَ مِنْهُ وَلا أَضْوَأَ. وَرَوَى الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم الحديث".
عيون الأثر، ٢٢٢/١، ط١، ١٤١٤.

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الخميس- ١٤٤٧/٤/٢٤.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الخميس، 16 أكتوبر 2025

قيد الخاطر- (فضيلة الطيب)

قيد الخاطر- (فضيلة الطيب)

من أجمل الأبيات التي سمعتها أثناء إقامتي في طبرجل للتدريس الحكومي:
الطيب يا اللي تريدونه * رجم طويل على قاره
مير البلا شعيّب دونه * كله خناتيق وجحاره
وتنسب لشاعر رويلي، وقد ألقاها - أثناء حديث عفوي مع صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود وفقه الله - معالي الشيخ ناصر بن عبدالعزيز أبو حبيب الشثري القحطاني - عليه رحمة الرب العلي -، المشهور بلقب "مستشار الملوك"، وقد صدر كتاب "مستشار الملوك ناصر الشثري"، تأليف ابنه د. محمد وفقه الله، فلقد كان مستشارا أمينا للملوك فيصل وخالد وفهد وعبدالله وسلمان، رحم الله من مات، وثبت على الحق والسنة من بقي، آمين.
ومعنى البيتين باختصار:
أن الطيب لا يدرك بسهولة، فمن أراد أن يتخلق بهذه الصفة الحميدة التي معناها في اسمها، فعليه أن يبذل جهده ما استطاع، ليرشد تائها، ليدل حائرا، ليرد شاردا، ليواسي مكلوما، لينصر مظلوما، ليغيث ملهوفا، ليزرع بذرة الخير في كل نفس إنسانية، ونسمة بشرية ما استطاع، ولذلك قل الطيب في الناس عبر القرون المتطاولة، لأن كل نفس مجبولة على الشح والبخل وحب الإيثار، وعلل النفس وأمراضها لا تحصى، والعاقل من عرف داء نفسه أولا، ثم سعى في علاجه ثانيا، والعاقل لا يقع في المرض ثم يسعى في خلاصه، بل يحاول جهده ألا يقع أصلا، لكن إذا وقع، بادر في تطلب العلاج الناجع، والدواء النافع، ولا ينسى نفسه، ففي الحديث: "وإن لنفسك عليك حقا"، والعاقل عندي من ينجح في فضيلة التوازن، والتوازن يعني الوسطية في كل شيء، وديننا أصالة قائم على هذا المبدأ الأغر: الوسطية في كل سماتها ومضامينها، وقلب النظر، تجد صدق الخبر، ولا خاب من تفكر وتدبر واستبصر.
والخلاصة:
الطيب سلوك إنساني أصيل، وكلما مرضت البشرية، تناقصت هذه الفضيلة إلى حد كبير، والعاقل لا يستخسر شيئا في سبيل تحقق هذه الفضيلة الإنسانية، بل الإسلامية في نفسه وذاته، وليعلم أنها وإن كانت ليست سهلة، فهي - كعادة الفضائل - يتحقق فيها قول الأول:
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله * لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبِرا
قال ابن منظور رحمه الله:
"والصَّبِرُ: عُصَارة شَجَرٍ مُرٍّ، وَاحِدَتُهُ صَبِرَة وَجَمْعُهُ صُبُور؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
يَا ابْنَ الخَلِيَّةِ، إِنَّ حَرْبي مُرَّة، ... فِيهَا مَذاقَة حَنْظَل وصُبُور
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ:
 نَبات الصَّبِر كنَبات السَّوْسَن الأَخضر غَيْرَ أَن ورقَ الصَّبرِ أَطول وأَعرض وأَثْخَن كَثِيرًا، وَهُوَ كَثِيرُ الْمَاءِ جِدًّا. اللَّيْثُ: الصَّبِر، بِكَسْرِ الْبَاءِ، عُصارة شَجَرٍ وَرَقُهَا كقُرُب السَّكاكِين طِوَال غِلاظ، فِي خُضْرتها غُبْرة وكُمْدَة مُقْشَعِرَّة المنظَر، يَخْرُجُ مِنْ وَسَطِهَا ساقٌ عَلَيْهِ نَوْر أَصفر تَمِهُ الرِّيح. الْجَوْهَرِيُّ: 
الصَّبِر هَذَا الدَّواء المرُّ، وَلَا يسكَّن إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
أَمَرُّ مِنْ صَبْرٍ ومَقْرٍ وحُضَضْ".
لسان العرب، ٤٤٢/٤، دار صادر، ط٣، ١٤١٤.
وفي الختام أنصح بكتاب ابن قيم الجوزية - عليه رحمة رب البرية - "عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. 

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الخميس- ١٤٤٧/٤/٢٤.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

قيد الخاطر- (عشرة كتب قرأتها وأعجبتني)

قيد الخاطر- (عشرة كتب قرأتها وأعجبتني)

نشر حساب "هيا نقرأ" على منصة × تغريدة جاء فيها: قدم نفسك بعشرة كتب، يعني ما هي الكتب العشرة التي تنصح بها عن تجربة وقراءة ومعايشة لها، وتود أن تدل غيرك لاقتنائها وقراءتها، لأنها صنعت فيك شيئا، هذا الذي فهمته من ذلك الطلب، وتفاعل الناس كثيرا مع تلك التغريدة، فتجاوزت مليون مشاهدة، فاخترت الكتب التالية:
١- سير أعلام النبلاء للذهبي. 
٢- صيد الخاطر لابن الجوزي.
٣- ذكريات علي الطنطاوي. 
٤- النبأ العظيم لمحمد دراز. 
٥- رسالة في الطريق إلى ثقافتنا لمحمود شاكر.
٦- وحي القلم للرافعي. 
٧- شرح الآجرومية لابن عثيمين. 
٨- الداء والدواء لابن القيم. 
٩- الكامل في اللغة والأدب للمبرد. 
١٠- منحة العلام شرح بلوغ المرام، لعبدالله الفوزان.

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأربعاء- ١٤٤٧/٤/٢٣.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

شذرات

(شذرات)

١- من أكثر الأبيات التي أعجبتني:
والصبر مثل اسمه مر مذاقته * لكن عواقبه أحلى من العسلِ
٢- في يوم صعب علي كنت أفكر ولم أنم قبلها، وخاطبت أكثر من صديق وزميل، وحاولت التخفيف بالتعاون، ولكن لا جدوى تذكر، قرأت في "منهاج السنة النبوية لابن تيمية" لربع ساعة تقريبا، ثم هرعت إلى النوم، حملت الجوال لأغلقه، تفاجأت بحوالة طيبة متبقية من كتابي الأول "شذرات من كتب ابن قيم الجوزية"!
وكم لله من لطف خفي.
٣- تدبرت سمات الرجولة، فإذا هي سمات الإيمان، فمن حرص على استكمال سمات الرجولة الحقة، فليستكمل سمات الإيمان، وليتحققها في نفسه وروحه، وعقله وفكره، وأحاسيسه ومشاعره ووجدانه.
جدة، الخميس، ١٤٤٦/٨/٧.
٤- من أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أعزه الله -:
(يجب أن نعتز بماضينا، يجب أن نعتز بثقافتنا، بروادنا).
٥- هذا هو الإنسان، وهذي سجيته، يزهد فيما يملك، ويرجو ما لا يدرك.
٦- نظرت في كل من عادى بلادي ووطني المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين، من جمال عبدالناصر، وتلميذه الخانع صدام حسين، والقذافي هو الآخر الشقي، وابن لادن وجماعته الخارجية، ومن لف لفهم من تيارات وفرق وأحزاب، وجهيمان، في قائمة تطول، فإذا الغلبة لأنصار التوحيد، وجماعة الموحدين:
وطني أموت ولا أخونك مرة * لا عاش كل مذبذبٍ خوانِ
٧- على قدر الغنم، يكون الغرم.
٨- أنا مؤمن بأن وطني المملكة العربية السعودية لا يضاهيه بلد في الدنيا في تحكيم الشريعة، والذب عن التوحيد، والغيرة على الدين، وهو بأمس الحاجة إلى احتواء أبنائه، حتى يفوت الفرصة على المتربصين.
٩- حكمة انجليزية:
أم المهارات: التطبيق.
١٠- الحشمة وزيادة التحفظ بين الإخوان مرفوعة.
١١- باتفاق العقلاء والمؤمنين وأرباب الحكمة وأصحاب البصيرة وهذا هو الغالب: أكثر الشر من الأقارب، لأنهم يقارنون بين ماضيك وحاضرك، فيعظم الحسد، ويكثر الشر، وخير الأمور الوسط، قال - صلى الله عليه وسلم -: "زر غِبا، تزدد حبا"، فلا تكن جافيا، ولا تكن غاليا مكثرا من الزيارة والقرب، كن بين بين، وهذا منهج ارتضيته لنفسي بأخرة، وما حصلت سوى الراحة.
١٢- قوة الصدمة نتيجة قوة التعلق.
١٣- مما قلت: الذي لا يتغير، يتكدر. ١٤٤٦/١٢/٢١.
١٤- نحن العرب أحد مشكلاتنا الأزلية: القوة العاطفية.
١٥- من الأمثال التي سمعتها في قبيلة الشرارات: (المشروك مبروك).
١٦- كثير من يريد، كثير من لا يضحي!.
١٧- اللغة رسول البيان. 
١٨- أكيد التنظير غير الواقع، والقمة لا تتسع إلا للمجدين المثابرين، مقتنصي الفرص، المجددين، الطموحين، الملهمين، المبادرين، المنضبطين، العاملين بصدق، الساعين بحق، المضحين، المركزين، ذوي النفوس العلية، والهمم السنية، القارئين، المثقفين، المتعلمين، الراضين، المؤمنين بأن ما عليهم إلا الزرع، ما عليهم ألا يحصدوا، عليهم أن يعملوا، والنتائج والثمرات من رب الأرض والسماوات...
١٩- يكفي شقاء للإنسان: التفكير في الدنيا فضلا عن محاولة احتواء بعض حطامها!
اللهم اجعل الدنيا في أيدينا، ولا تجعلها في قلوبنا.
٢٠- لا قداسة لأحد دون الواحد الأحد، إلا الأنبياء والمرسلون - عليهم السلام -...
٢١- إحدى قريباتي دخلت "مِشة" عظمة دجاج صغيرة في حلقها، فشربت عليها الماء مباشرة دون علمها بهذه الشوكة، فنزلت في حلقها وإلى أسفل قليلا، فأصبحت لا تستطيع الكلام، أخذها عمي للمستشفى، شيعوها، لم يجدوا شيئا، وبعد قليل أصابتها "كحة"، فنزلت هذه الشوكة "هو علي هين".
٢٢- بعد حادثة سقوط لعبة بمن فيها من الأولاد في الجبل الأخضر في الطائف وغيرها:
ليس بناصح ولا عاقل من يركب في تلك الألعاب الخطيرة، أو يسمح لأولاده بالركوب فيها، ويعرضهم للخطر...
٢٣- الله يستخرج الخير من الشر، فأفعاله كلها خير، ولا يقع الشر إلا في مفعولاته.
٢٤- كل مبارك كثير، وليس كل كثير مبارك.
٢٥- في يوم الأربعاء بتاريخ ١٤٤٧/٣/١٢ رأيت في المنام الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأعقب له في ذريته خيرا كثيرا....
٢٦- صناعة العقول أولى من زراعة الحقول.
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٤/١.
٢٧- خدش في الرجولة أن يتسلط على الرجل امرأة أو طفل، فيسيرانه وليس هو من يسيرهما، وانظر حالة من يعطي طفله الجوال لينشغل عنه، هذا جرم في حق الطفولة، وسوء تربية، ونقص عقل، وخدش في الرجولة للأسف.

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الثلاثاء- ١٤٤٧/٤/٢٢.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الاثنين، 13 أكتوبر 2025

قيد الخاطر- (عميد الأدب العربي محمود شاكر المصري)

قيد الخاطر- (عميد الأدب العربي محمود شاكر المصري)

قال الأخ سعد البازعي وفقه الرب العلي: 
"اقتبست قبل قليل إهداء طه حسين روايته "دعاء الكروان" إلى عباس العقاد،رحمهما الله، ولم أقل لماذا فعلت ذلك.ومع ظني بأن السبب واضح فإن الإهداء يؤكد إعجاب خريج السوربون الملقب بعميد الأدب العربي بعملاق آخر من عمالقة الثقافة العربية لم ينل من الشهادات شيئاً. إنها قيمة التقدير في محله".
قال أبو عبدالملك:
إذا كانت المسألة مسألة حق وواقع، فإن محمود شاكر المصري هو عميد الأدب العربي المعاصر، لتضلعه الواسع العميق من اللغة، ولفكره المتقد، ولدفاعه المحق الشرس عن لغة الأمة وهويتها، ومن قرأ سيرة الرجال، وقرأ ما وراء السطور، تبينت له حقائق صعب تجاهلها، فطه والعقاد في نظري لا يرتقيان لشاكر، لا أقول هذا تحيزا إلا للحقيقة العلمية والأدبية والفكرية والثقافية.

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الاثنين- ١٤٤٧/٤/٢١.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الأحد، 12 أكتوبر 2025

قيد الخاطر- (التفاعل الإيجايي مع الوجود)

قيد الخاطر- (التفاعل الإيجايي مع الوجود)

التفاعل الإيجايي مع النفس والناس والكون والحياة والموجودات، وتدوين التأملات واليوميات، وكتابة الذكريات والمذكرات، لهو من أمارات الحكمة، وتقدير الذات، ومن أحب شيئا، أدمن ذكره، والذي هو عندي وعند كل حكيم أمر مقزز حقا، ومستفز صدقا: أن يكثر الإنسان من تلك الأحاديث والماجريات، فلان فعل، فلان ترك، ويكثر الحديث عن الحاصل في وظيفته، وحديث مكرر معاد لا خير فيه، ولا يجلب إلا الغثاء، ويكثر من النكت المضحكة، أو ما لا ينبغي، بل لا يجوز ذكرها، كأن تكون تخص العورات، أو تحتوي على دلالات جنسية، وهذا أمر مشهور، يقبح بالمؤمن والمثقف أن يستمع له، أو يؤيده، أو يترك المتحدث مسترسلا في حديثه الساقط ذاك.
الخلاصة:
التفاعل الإيجايي مع الوجود من أمارات الحكمة، ودلالات العقل.

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٤/٢٠.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

في رد افتراءات الخارجي وجدي غنيم على صالح الفوزان

(في رد افتراءات الخارجي وجدي غنيم على صالح الفوزان)

خرج التكفيري الجلد الخارجي المارق وجدي غنيم - وليس كعادة الخوارج الأولين في صدقهم - يفتري على الشيخ العلامة الفقيه د. صالح بن عبدالله الفوزان - حفظه الرحيم الرحمن -، ليتهمه بأنه يعبد الناس لولاة الأمور، ويعاونهم على ظلم العلماء وسجنهم، ويدعو الناس لطاعتهم طاعة مطلقة.
وكل منصف وعاقل يعلم كذب الرجل وبهتانه وافتراءه، فلم يدع أحد من علماء أهل السنة والجماعة ومنهم الشيخ صالح الفوزان لطاعة ولاة الأمر طاعة مطلقة حتى في المعصية، ولم يعنهم على ظلمهم وسجنهم للعلماء كما زعم هذا الأفاك الخارجي المارق، وأما كونه يعبد الناس لولاة الأمور فهذا كذب وتجاوز في الألفاظ والأحكام، فهو يدعوهم لطاعتهم في المعروف، طاعة الحاكم المسلم في المعروف، ولا يطيعه في المعصية، ولا يخرج إلا بشروط، منها: أن يكون ما يفعله الحاكم كفرا ظاهرا بينا، لا يختلف فيه اثنان، وأن يكون قادرا على الخروج، وألا تترتب عليه مفسدة أعظم.
وأما دعواه بأن علماء السلف خرجوا على ولاة الأمر بإطلاق، هذا كذب، فالمستقر من مذهب أهل السنة والجماعة عدم الخروج إلا بتوفر الشروط السابقة، لأن الخروج غالبا لا يجلب إلا الشر المستطير، والفساد العريض، والله المستعان.
ثم ذكر قصة أبي مسلم الخولاني - ونطق الخولاني ففتح الواو كعادة الجهل عند الخوارج -، وأنه دخل على معاوية رضي الله عنه فقال: السلام عليك أيها الأجير، وأنا أقول: سبحان الله، الذي يحكم آراء الرجال في موضع الدليل سفيه أو جاهل أو مخلط أو ضال، فالله علمنا كيف نقدر للناس أقدارهم، وننزلهم منازلهم، فقال لموسى وهارون عليهما السلام: (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)، يأمرهما بالقول اللين مع أعتى الطغاة فرعون، لكن للأسف هذا الجهل المركب عند هذا الخارجي المتفنن في النفخ في نيران الثورات، المجتزئ للآيات البينات والدلائل القطعيات، فكأنه يضرب الكتاب ببعضه، وكأنه يعتقد ثم يستدل، بل هذا واقع الرجل، ومصيبة القوم اتكلوا على السيف، فوكلهم الله إلى العجز، لم يختطوا خطة الإصلاح القرآني، ولم ينتهجوا النهج المحمدي، فضلوا وأضلوا، وشردوا في البلاد ومزقوا (وما ربك بظلام للعبيد).
نظروا لسيئات الحكام أولا، ثم ضخموها، وافتروا كثيرا، وغفلوا عن نفوسهم والطريقة المثلى للإصلاح، ولم يعملوا القواعد الشرعية الإصلاحية، ولم يقدروا الحكمة والمصلحة، فتاهوا عن سواء السبيل، وضلوا جادة الحق، فتخبطوا في الأهواء (وما ربك بظلام للعبيد).
والتفصيل له مقام آخر، فلقد تهكم بمساحة مفتي المملكة العربية السعودية العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن عبداللطيف آل الشيخ لما توفي، واستنكر عليه لماذا لم ينكر علنا إلى آخر هراء هذا الخارجي المارق، الذي فعلا يعيش في الأوهام لا في أرض الواقع، مسكين، كمن يريد أن يبني قصرا، فيهدم مصرا، والحقيقة أن الخوارج منهجهم قائم على التحطيم والهدم، لا البناء والعلم، والواقع خير شاهد، والتاريخ لا يكذب.

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٤/٢٠.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

السبت، 11 أكتوبر 2025

قيد الخاطر- (أمراض بين الزوجين والتضحية بالأولاد)



قيد الخاطر- (أمراض بين الزوجين والتضحية بالأولاد)

من يضحي بطفله أو ولده - ذكرا أو أنثى -، أو يصيره ورقة ضغط، أو حلقة ابتزاز للطرف الآخر، فذلك مرض نفسي، وعقابه الدنيوي والأخروي عقاب أليم، وكم حكي لي عن هذا اللون الخبيث من البشر، وكم حكي لي عن نكران الجميل، وكم حكي لي عن الكذب، بل البهتان، وكأنهم لم يقرؤوا القرآن، وكأنهم لم يسمعوا الله في قوله: (ولا تنسوا الفضل بينكم)، وقوله: (وعاشروهن بالمعروف)، وكأنهم لم يعلموا أن الأولاد يجب وجوبا حتميا شرعيا وعقليا أن يكونوا بمعزل عن مشاكل الأبوين واعتلالاتهم النفسية، واضطراباتهم الوجدانية.
وكثيرا ما رأيت أن من أهم أسباب المشاكل بين الزوجين: الدلال الزائد، وسوء التفاهم، وقلة الفضفضة والحديث عن ماذا ولماذا، وتدخل أطراف أخرى، وإفشاء الأسرار، وضعف القراءة والتثقيف، والعجلة في اتخاذ قرار الزواج أو القبول، وعدم وضع أهداف محددة في بداية المرحلة.

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. 
طبرجل- السبت- ١٤٤٧/٤/١٩.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الجمعة، 10 أكتوبر 2025

شذرات من بطون الكتب- (دانيال وحفظ الله)

شذرات من بطون الكتب- (دانيال وحفظ الله).

قال ابن كثير - رحمه الله - في (البداية والنهاية، ٣٧٩/٢، هجر، التركي، ط ١):

"وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي يَدِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ خَاتَمًا، نَقْشُ فَصِّهِ أَسَدَانِ بَيْنَهُمَا رَجُلٌ يَلْحَسَانِ ذَلِكَ الرَّجُلَ، قَالَ أَبُو بُرْدَةُ: هَذَا خَاتَمُ ذَلِكَ الرَّجُلِ الْمَيِّتِ الَّذِي زَعَمَ أَهْلُ هَذِهِ الْبَلْدَةِ أَنَّهُ دَانْيَالُ أَخَذَهُ أَبُو مُوسَى يَوْمَ دَفَنَهُ. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَسَأَلَ أَبُو مُوسَى عُلَمَاءَ تِلْكَ الْقَرْيَةِ عَنْ نَقْشِ ذَلِكَ الْخَاتَمِ، فَقَالُوا: إِنَّ الْمَلِكَ الَّذِي كَانَ دَانْيَالُ فِي سُلْطَانِهِ جَاءَهُ الْمُنَجِّمُونَ وَأَصْحَابُ الْعِلْمِ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّهُ يُولَدُ لَيْلَةَ كَذَا وَكَذَا غُلَامٌ يَعُورُ مُلْكَكَ وَيُفْسِدُهُ. فَقَالَ الْمَلِكُ: وَاللَّهِ لَا يَبْقَى تِلْكَ اللَّيْلَةَ غُلَامٌ إِلَّا قَتَلْتُهُ. إِلَّا أَنَّهُمْ أَخَذُوا دَانْيَالَ فَأَلْقَوْهُ فِي أَجَمَةِ الْأَسَدِ، فَبَاتَ الْأَسَدُ وَلَبْوَتُهُ يَلْحَسَانِهِ، وَلَمْ يَضُرَّاهُ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ فَوَجَدَتْهُمَا يَلْحَسَانِهِ، فَنَجَّاهُ اللَّهُ بِذَلِكَ حَتَّى بَلَغَ مَا بَلَغَ. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ عُلَمَاءُ تِلْكَ الْقَرْيَةِ: فَنَقَشَ دَانْيَالُ صُورَتَهُ وَصُورَةَ الْأَسَدَيْنِ يَلْحَسَانِهِ فِي فَصِّ خَاتَمِهِ; لِئَلَّا يَنْسَى نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ. إِسْنَادٌ حَسَنٌ".

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي. 
طبرجل- الجمعة- ١٤٤٧/٤/١٨.
Abdurrahmanalaufi@gmail.comA

الأحد، 5 أكتوبر 2025

(عبدالعزيز ونهجك الإفتاء)

(عبدالعزيز ونهجك الإفتاء)

عبدالعزيز ونهجك الإفتاء * ها قد رحلت ويرحل العلماء 
لكن علما قد أفدت مؤصل * فينا وأنت النور والجوزاء
أحببت نهجك يا إمام وإننا * لنراك أنت العالم المعطاء
وتلوت آيات الكتاب مرتلا * متخشعا سيماكمُ العرفاء 
ونصحت خيرا يا إمام وفضلكم * لا يمتري فيه سوى السفهاء
 أنت الإمام معلما متعلما * وابن الإمام مشاعل كرماء
ومضيت تفتي في البلاد مفقها * والفقه رأس الدين والفقهاء 
ومضيت تدأب لا تمل مجاهدا * بالعلم عز الفارس المعطاء 
عرفات يشهد والخلائق أنكم * أهل الديانة عصبة حنفاء 
عبدالعزيز أيا إمام مدامعي * حبست وجاد الشعر والشعراء
ماذا أقول وحبر شعري أخرسٌ؟ * ماذا أقول ففقدكم ظلماء 
لكن دين الله أبيض ناصعٌ * والتابعون لدينه سعداء
وليسعد الله الكريم جوارَكم * فتسرُ نفس أو يطيب لقاء
كنت العفيفَ تصون لفظَك خشيةٌ * ودليلك الأعلامُ والحكماء 
كنت البسيط حشيت علما نافعا * ما تهت يوما أو ازك استجداء 
وحملت أطهر ما يكون من التقى * عند الرحيل فزادك استهداء 
ورحلت أنت أيا إمام مودعا * والعلم يبقى والثناء دعاء
فارحم إلهي عالما ومعلما * بث العلوم ونوره استحياء 
ولتعلِ ربي في الجنان مقامه * وجليسه الأصحاب والكرماء 
في جنة المأوى وفي غرفاتها * ويلفه الرضوان والأمناء 
أنت الكريم وتلك دعوة مخلص * إن مسه السراء أو ضراء 
أنت الجواد وأنت أكرم واهب * أنت الغني وعبدك الفقراء 
فأجب إلهي سؤل عبد صادق * والسعد منك ومنكم النعماء 
والفضل منك وأنت أكرم فاضل * نحن الضعاف أسافل بؤساء 
فارحم إلهي من دعاك بصدقه * فهو النجاء وخُلفه لعفاء 
وصلاة ربي والسلام معطر * تصل الرسول فهديه لنماء 
يروي العقول وكل روح إنه * علم الهداة وشامة بيضاء 
والتابعين سبيله في نصحه * فهم الكرام وثلة عظماء
ما أم طابة أو أناخ بمسجد * يهب الحياة سناؤه ونداء
الله أكبر والقلوب تهافتت * الله أكبر والعظيم هباء
الله أكبر ما ألذ سماعها * الله أكبر سامع معطاء 
فهنا الجنان هنا النعيم بأسره * وهنا الخلود وجنة خضراء 
وهنا المنازل يا محب لأحمد * وهنا العلوم وعزة قعساء 
فارحم إلهي من دعاك بصدقه * أنت الكريم وما حوتك سماء

شعر/
عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي. 
طبرجل- الأحد- ١٤٤٧/٤/٦.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com 
بمناسبة:
وفاة مفتي المملكة العربية السعودية الإمام/ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في يوم الثلاثاء بتاريخ ١٤٤٧/٤/١، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأعقب وأعقب في ذريته خيرا كثيرا.