الاثنين، 28 يوليو 2025

(مع الشاعر/ بندر بن نفاع الصاعدي)

(مع الشاعر/ بندر بن نفاع الصاعدي)

شاعرنا وملهمنا الأستاذ/ بندر بن نفاع الصاعدي - حفظه الرب العلي -، لا أنسى فضله علي في بداياتي الشعرية، فهو الذي دندن في أذني الأوزان، ففهمت كيف يكتب الشعر إيقاعه، فسلكت الطريق بفضل من الله، ثم بفضل ملهمي بندر، وفقه الله. 
تجولت في مدونته "صاعديات شعرية"، وأنقل هنا بعض ما لفت انتباهي، وحرك ساكني، وهيج مشاعري:
١- في الوجدانيات:
رضيت بقلة الأشياء حتى * وجدت رضاي في الدنيا متاعي
أسير مبرحا ما في طريقي * وزادي ما يبلغني انتفاعي 
فرحلي الصبر والتقوى دليلي * وثوبي الزهد والحسنى شعاعي.
٢- وفي الإسلاميات:
إِلَـمْ تَـكُنْ فِـي الـقِمَّةِ الـعُلْيَا فَـلا
تَـنْـزِلْ وَإِنْ تَـلْـقَى الـمَـنَايَا الـقَاعَا
إِنَّ الـرِّجَالَ تَـعِيشُ مَـا شَـبِعَ الإِبَـا
وَتَـمُـوتُ لا تَـرْضَى الـهَوانَ جِـياعَا
فَـالـمَوْتُ إِنْ شَـبِـعَ الـذَّلِـيلُ لِـرَدِّهِ
يُـفْنِي كَـمَا أَفْـنَى الـجِياعَ شِبَاعَا
وَالـمَرْءُ فِـي خَيْرٍ مَتَى لَزِمَ التُّقَى
وَنَوى السَّلامَةَ مَا اشْتَرَى أَوْ بَاعَا
وفي الإسلاميات كذلك في قصيدة "مقبض الدركسون" يقول:
يَـتَـلَاقَـوْنَ فِــي مَـجَـالِسِ وَصْــلٍ
عَــامِـرَاتٍ دَوْمًـــا بِـخَـيْـرِ الـرِّجَـالِ
فَـائِـحَـاتٍ مِـسْـكًا حَـدِيـثًا وَطِـيـبًا
وَدِلَالًا بِـــبُـــنِّـــهَــا وَالـــــهَـــــالِ
شُـمَّـهَـا نَـكْـهَـةً لِــذَوْقِـكَ زُفَّـــتْ
بَــعْـدَ صَـــبٍّ بِـقَـرْعَـةِ الـفِـنْـجَالِ
مِــنْ يَـمِـينٍ إِلَـى يَـمِينٍ تُـعَاطَى
لَـيْسَ تُـعْطَى لِـشَارِبٍ بِـالشِّمِالِ
مُـــرَّةً تُـسْـتَسَاغُ لَا غَـيْـرَ كَيْمَا
تَـعْـدِلَ الـرَّأْسَ فِـي أَتَـمِّ اعْـتِدَالِ
أُرْدِفَـتْ حَـيْنَ تَـمَّمَ الـشَّرْبُ شَايًا
لَـيْسَ مُـرًّا _عَـدْلًا_ وَلَـيْسَ بِـحَالِ
٣- وفي الرثاء: في رثاء جده لأمه/ منيع الله - رحمه الله - يقول:
رَحَـلَ الـمَنِيعُ رَحِـيلَ شَـمْسٍ إِنَّمَا
بَــاقٍ سَـنَـاهُ لَـنَـا وَغَــابَ سَـنَاهَا
رَحَــلَ الـمَـنِيعُ وَلَـيْسَ ثَـمَّةَ مَـانِعٌ
لِـلنَّفْسِ بَـعْدَ الـعَيْشِ عَـنْ مَثْوَاهَا
رَحَـــلَ الـمَـنِـيعُ مُـخَـلِّفًا بِـرَحِـيلِهِ
حُــزْنًـا يَــضِـجُّ بِــهِ الـفَـضَاءُ وَآهَــا
وَأَسَىً يُحَشْرِجُ فِي الجَوَانِحِ كُلَّمَا
أَبَـــتِ الـعُـيُـونُ ظُــهُـورَهُ أَبْـكَـاهَـا
أَمْضَى حَيَاةَ العَزِّ فِي كَنَفِ التُّقَى
وَسَـمَـا بِـهَـا قَــدْرًا يَـنُـوءُ وَجَـاهَـا
وَزَكَــا بِـمَـعْرُوفِ الـسَّـجَايَا سِـيرْةً
كَـالمِسْكِ بْينَ النَّاسِ فَاحَ شَذَاهَا
وَبَــنَـا بُــيُـوتَ الــعـزِّ حَـتَّـى أَنَّـهَـا
لَـتَـضِيقُ فِـي سَـعَةٍ بِـمَنْ عَـزَّاهَا
٤- وفي أحداث سوريا:
إِيـهِ يَـا بْنَ الشَّامِ حَلِّقْ
فِي سَمَاءِ المَجْدِ نَسْرَا
وَأَرِ الــعَـالَـمْ مَــــا لَـــمْ
يَـــرَهُ مُــذْ كَــانَ صَـبْـرَا
ارْمِ بِـاسْـمِ اللهِ سَـهْمًا
يُـلْـحِقُ الأَعْـدَاءَ خُـسْرَا
وَشِـهَـابًـا مِـــنْ لَــظَّـاهُ
يُـلْـقِـمُ الـفُـجَّـارَ جَـمْـرَا
بَــذْلُـكَ الـنَّـفْسَ بِـحَـقٍّ
جَـــلَّ عِــنْـدَ اللهَ قَـــدْرَا
وأيضا في أحداث سوريا:
مَـــا هــنَـاءُ كَــافِـرِ الــهُـدَى
مَـا اهْـتَنى بِـعَيْشِهِ الـرَّغِيدْ
وَالـسَّـعِيدُ دُونَ الـخَلْقِ مَـنْ
ذَلَّ لِـلْـمُـهِـيـمِـنِ الــــــوَدُودْ
لا سَــبِـيـلَ لـلِـعِـدَى إِلَـــى
أَنْ يَـسُـوؤُا قَـلْـبَهَ الـسَّـعِيدْ
أَغْــلِــقِ الـتِـلْـفَـازَ حَـسْـبُـنَا
لِـلْـعَـظِـيمِ الـــرَّبِّ أَنْ نَــعُـودْ
كُلُّ مَا فِي الكَوْنِ مِنْ أَسًى
يَـنْجَلِي فِي لَحْظَةِ السُّجُودْ
٥- وفي الغزل من قوله:
يَـــا مَـــنْ أَخَـالُـهَا سَـنَـا بَــارِقٍ
أَخَـشَـاهُ فِــي غَـيَاهِبِي لَامِـحَهْ
وَمَــنْ بَــدَتْ فِــي زَهْـوِهَـا وَرْدَةً
وَيـــلَاهُ إِنْ كَـانَـتْ فَـقَـطْ رَائِـحَـهْ
فَـإِنَّـنِي وَهَـمْـتُ عِـشْقاً مَـضَى
حَـتَّـى غَــدَوْتُ أُكْــذِبُ الـنَّـائِحَهْ
فَـلِـلْـفَـتَاةِ أَلْــــفُ وَجْـــهٍ وَلِـــي
وَجْـــهٌ عَـلَـيْهِ مَـسْـحَةٌ صَـالِـحَهْ
إِذَا أَرَدْتِ مُــهْـجَـتِـي لِــلـضَّـنَـى
فَـإِنَّـهَـا مِـــنْ قَـبْـلِـكُمْ طَـائِـحَـهْ
وَإِنْ رَغِــبْـتِ بِـــي فَـمُـدِّي يَــداً
فِـــي بَـهْـجَـةٍ لِـنَـقْـرَأَ الـفَـاتِـحَهْ
وفي الغزل أيضا:
وَمَــــــــا أَخْـــلَاقُــنَــا إِلَّا خَـــبَــايَــا
يُـجَـلِّـيهَا الــعِـرَاكُ مِـــنَ الـمَـخَابِي
فَـتَـنْقِيبُ الـتَّـجَارِبِ فِــي الـسَّـجَايَا
يَـمِـيْـزُ الـتِـبْـرَ مِـــنْ قَـــذَرِ الــتُّـرَابِ
تَــضِـيـقُ الأَرْضُ بِـالـشَـنَـآنِ فِــيـنَـا
وَيَــرْحُــبُ بِـالـمَـحَبَّةِ ضِــيْـقُ بَـــابِ
وَيُــزْهِــرُ بِـالـتَّـصَـافِي كُــــلُّ قَــفْـرٍ
وبِــالــعُـدْوَانِ تَــنْـصَـهِـرُ الـــرَّوَابِــي
في موقعه "صاعديات شعرية" تجد ما ذكر وأكثر، وهو مصنف إلى: إسلاميات، سياسية، اجتماعية، المراثي، غزليات، وجدانيات، إخوانيات.
دمت متألقا شاعرنا الغالي وملهمنا بندر. 

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
الدوداء- حارة المكيسر- الجمعة- ١٤٤٧/١/٣٠.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق