(فخ الشهرة!)
قال أبو أيوب السختياني - رحمة الله تعالى عليه - : (ما صدق عبد قط، فأحب الشهرة!).
وقال الله على لسان خليله إبراهيم - عليه السلام - : (واجعل لي لسان صدق في الآخرين).
إذا، فالشهرة ليست مما تراد لذاتها، وانما بما تحتف بها من مصالح أو مفاسد يكون النظر إليها للحكم عليها.
فمن طلبها لنشر الخير، وتعليم الناس، وتكثير سواد أهل الخير - مع الثبات على المبادئ الأخلاقية، والقيم الإسلامية، وعدم التنازل عن ذلك والنزول عند رغبات الجمهور أو غير ذلك -؛ فلا ضير عليه إن شاء الله.
و طلبها - ها هنا - مجازي وليس حقيقيا؛ فهو لا يطلبها ويجري وراءها لمجرد أن يشتهر؛ بل يسلك السبيل، وما عليه أن يشتهر بعد ذلك - مع الخوف من الزلل، وعدم الاغترار بما يقول الناس -.
فالشهرة ليست مذمومة على الإطلاق، كما أن العزلة ليست فضيلة مطلقا؛ بل ينظر إليها من جانب المصالح والمفاسد التي تحتف بها.
هذا وإن من أكبر بلايا عصرنا: هي هذه الشهرة!
فكم ممن وقع في (فخ الشهرة) ولم يخرج سالما حتى تلون (تلون الحرباء) وكان في (حيص بيص)، فمرة مع (المد الشيوعي الناصري الماركسي) ولما سقط؛ اتجه للطرف المضاد مع (التيار الليبرالي العَلماني التنويري!)
واخر كان مع الصحوة، ثم انقلب رأسا على عقب، وأضحى في صف المنادين ب (الاسلام الوسطي المعتدل!).
أقول هذا - ليس من باب التشمت بالمخالف -؛ بل لتعلموا أن من الناس - بل الكثير منهم - من يسلك الدرب على حسب مصالحه الشخصية أين تكون، لا على حسب المبادئ المثلى، والقيم الفضلى!
وهذا في الفاجر مفهوم، أما أن يكون من (دعاة الإسلام!).
نعم، نحن في آخر الزمان، والعصمة منتفية عن غير الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام -.
فواجب علينا عدم الاغترار بالشهرة ولا بأهلها أيا كانوا، وأن يكون الحق رائدنا في هذا الوجود المكتض بالفتن، الغاص بالبلايا والإحن، وأن نبني عقيدتنا وفقهنا وتوجهاتنا على الكتاب والسنة، لا على حسب (موجات الإعلام)، أو (دعاة الإسلام المشاهير).
فالشهرة درب زلق، والكتاب والسنه معصومان، ومن مات من العلماء؛ أحق بالاتباع من الأحياء؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة.
والله المستعان.
كتبه/
أبو عبد الملك، عبد الرحمن بن مشعل المطرفي.
الاثنين ١٤٤٢/٤/٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق