الجمعة، 27 يونيو 2025

قيد الخاطر- (النظر في الحقيقة)

قيد الخاطر- (النظر في الحقيقة)

من الأخطاء التي رأيت كثيرا من الناس يقع فيها: ما يكون من بعضهم في انطلاقه إلى النظر في الحقيقة من النظر إلى نصف الحقيقة، فيخرج بتصور أو حكم هو - في الحقيقة - نصف الحقيقة، لأن مقدمات النظر كانت ناقصة، فهو ينطلق في رؤيته إلى الحقيقة من النظر إلى منتصف الحقيقة، وتبنى على تلك المقدمة الناقصة النتيجة الناقصة، وهي بالتأكيد إذا ما كانت النظرة ناقصة وهي إلى نصف الحقيقة، فالنتيجة ناقصة، والتصور ناقص، إذن فالحكم ناقص.
فالواجب إذن: الانطلاق من النظرة الشاملة الفاحصة للحقيقة، حتى نخرج بتصور كلي شمولي عام حقيقي، فنستريح ونريح، نستريح في تكوين آرائنا وتصوراتنا وأحكامنا، فنسعى لتطلب الحقيقة الكاملة الشاملة، نبني النتائج الحقيقية على المقدمات الحقيقية، ولا نقفز على الحقيقة بالنظر القاصر والسريع إلى منتصف الحقيقة، فنظن أننا حزنا الحقيقة صافية من كل شوب، وما هو - في الحقيقة - إلا أننا وقعنا على منتصف الحقيقة!
من أمثلة ذلك:
سمعت أحدهم ينكر أن الزواج قدر وقسمة ونصيب، يصرح ويقول لا، بل هو اختيار، وتحاسب عليه، على الضفة الأخرى آخر يرفع عقيرته وصوته: الزواج قدر وقسمة ونصيب، والحقيقة ضائعة بينهما، لأن كلا منهما انطلق في حكمه السريع والقاصر من نظرته إلى منتصف الحقيقة، فالمقدمة النظر إلى منتصف الحقيقة، والنتيجة تبنى على المقدمة، فهي إذن نصف الحقيقة لا الحقيقة كاملة.
ومن الخلل في الطرح الدعوي والوعظي: التركيز على بر الوالدين ونسيان بر الأولاد، أو التركيز على بر الوالدة ونسيان الوالد، وهذا كله من النظر إلى نصف الحقيقة، ومن عدم الوسطية، ومن ضعف العقول، وقلة التركيز، والإسلام دين الوسطية والشمول والتوازن.
والله الموفق والمستعان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- الجمعة- ١٤٤٧/١/٢.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق