الجمعة، 14 أكتوبر 2022

قيد الخاطر - من أكثر الأبيات التي أعجبتني (تأمل في الحياة ترى أمورا)

(قيد الخاطر) 
من أكثر الأبيات التي أعجبتني (تأمل في الحياة ترى أمورا). 


الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فهذه حلقة أخرى من سلسلة مقالات (قيد الخاطر)، انتقيت لكم بعض ما راق لي مما وقفت عليه من شعر، وهو يندرج تحت شعر (التأملات والحكمة)، وخلاصة هذه الأبيات هو في كون الصبر لا بد منه، وأن آلام الحياة ما زالت مقارنة للحياة، للحياة الدنيا طبعا، ولها من اسمها نصيب؛ فهي "دنيا"، أي: لا تستحق كل هذه الهموم والأحزان، لأن آلامها للإنسان كالحر والبرد، سرعان ما تزول، فمن صبر؛ ظفر، والصبر من عزائم الأمور - كما في النص القرآني : (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) -. 

والصبر من أخلاق الرجال، وما ظفر من ظفر إلا بالصبر، وهو من أركان الأخلاق، فمن عظم صبره؛ عظم خلقه، ومن قل صبره؛ كان أسرع شيء إلى ندامة، فلا يندم صابر، ولا يبطر شاكر، وهما الدين كله، فالدين نصفان، نصف صبر، ونصف شكر.

وقد ألف العقاد كتاب (التفكير فريضة إسلامية) نصح به أحد أستاذتنا في الشريعة - وفقه الله -. 

والتأمل مرادف للتفكير، وفي القرآن والسنة آيات وأحاديث كثيرة تدعو للنظر والتفكر والتبصر والتعقل؛ يجدها الواقف عليها. 

والفأل الحسن من حسن الظن بالله، وهو جدير بالمؤمن، وحري به حسن ظنه بربه في معاشه ومعاده، قال الله تعالى على لسان الكريم يعقوب بن الكريم إسحاق بن الكريم والخليل إبراهيم - عليهم وعلى نبينا صلوات ربي وتسليماته - : (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون). 

ويجب - في هذا الزمان خاصة - نشر الفأل والتطمين، فإن العالم أضحى كالقرية الصغيرة، الكل مطلع على الكل - إن صحت العبارة -، الكل يشاهد الأخبار المفرحة والمحزنة، وبلا شك فإن للمتابع لهذه الأخبار تأثر نفساني وروحاني وعقلاني ووجداني وانفعالي وشعوري - على المدى القريب والبعيد -، فيتألم لما يرى من نكبات إخوانه المسلمين في الشام مثلا، أو اليمن، أو العراق، أو ليبيا، أو لبنان، أو فلسطين، أو أراكان...يتألم لما يحصل من حروب ونزاعات، وما يحدث من مجاعات... حتى تتلاشى روحه شيئا فشيئا، فيصلب أو يعطب! 

يقول الشاعر:

 تَأمّلْ في الحياةِ تَرى أموراً 
‏ستعجب إن بدا لك كيف كانت

‏فكم من كُربةٍ أبكت عيوناً 
‏فهوّنها الكريمُ لنا فهانتْ

‏وكم من حاجةٍ كانت سراباً
‏أراد الله لُقياها فحانت 

‏وكم ذُقنا المرارةَ من ظروفٍ
‏برغم قساوةِ الأيامِ لانت

‏هي الدنيا لنا فيها شؤونٌ
‏فإن زَيّنتها بالصبرِ زانت

انتقاء/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طيبة الهدى والنور - الدوداء - الجمعة- ١٤٤٤/٣/١٨

@Amhtr1414

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق