(الرد على المستهزئ بقوله تعالى: "المحصنات الغافلات").
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن أحد من اعتاد على الطعن في الدين، والاستهزاء بالصالحين والمصلحين؛ ظهر مستهزئا كعادته بقوله تعالى: (المحصنات الغافلات) ليقول: (المحصنات الناعسات)، وهذا من الاستهزاء بآيات الله، ومعلوم أن ذلك كفر بالله العظيم.
قديما قال بعض المنافقين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته - رضي الله عنهم أجمعين - في غزوة تبوك: (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء)، فأنزل الله: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم).
وحكى الله عن المنافقين قولهم: (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل)، وقال: (ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم).
المهم، قد رجعت إلى سورة التوبة واستقرأت صفات المنافقين في هذه السورة العظيمة ومن خلال تفسير ابن كثير - عليه رحمة الرب القدير -، وهي السورة الفاضحة، فوجدت أكثر من عشرين وصفا لهم، أسردها كالآتي:
١- الكذب في الحديث.
٢- عدم الإيمان بالله واليوم الآخر.
٣- الشك في صحة الإسلام والسنة.
٤- التذبذب بين الآراء والمناهج.
٥- الجبن، والسعي بين المسلمين بالبغضاء والفتنة.
٦- الظلم.
٧- الاستتار عند ظهور قوة الحق.
٨- التخلف عن نصرة الإسلام والحق بأعذار واهية.
٩- الفرح بمصيبة المسلمين، وانتصار المبطلين.
١٠- الاستهزاء بالمؤمنين وسنة الرسول الصادق الأمين - عليه صلوات وتسليمات رب العالمين -، واتخاذ آيات الله هزوا ولعبا.
١١- الأمر بالمنكر، والنهي عن المعروف.
١٢- الفسق.
١٣- الفرح بالمعصية، والتثبيط عن فعل الخير.
١٤- عدم الفقه.
١٥- عدم العلم.
١٦- الرجس، وهو خبث بواطنهم واعتقاداتهم.
١٧- ادعاء الإصلاح والحسنى.
١٨- عدم التوبة والتذكرة.
١٩- عدم قبول الحق.
٢٠- نسيان ذكر الله تعالى.
ومن أراد الدلائل على هذه الأوصاف؛ فما عليه إلا أن يقرأ هذه السورة الكريمة العظيمة الفاضحة، وحبذا لو نظر في تفسير سلفي أثري موثوق؛ كتفسير ابن كثير رحمه الله الذي رجعت إليه.
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طيبة الهدى والنور - الاثنين- ١٤٤٥/١/٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق