الخميس، 13 يوليو 2023

تدريسي في قسم المتون العلمية في المسجد النبوي الشريف ١٤٤٤

(تدريسي في قسم المتون العلمية في المسجد النبوي الشريف عام ١٤٤٤).

قبل ست سنوات تقريبا عام ١٤٣٨ حصلت على شهادة من المسجد النبوي الشريف في متون طالب العلم المستوى الأول، وهي (نواقض الإسلام، والقواعد الأربع، والأصول الثلاثة، والأربعون النووية).
التحقت هذا العام ١٤٤٤ في شهر ذي الحجة إلى منتصف محرم تقريبا في قسم المتون العلمية في المسجد النبوي الشريف في الدورة المكثفة الصيفية.
سمعت أول يوم في فترة الفجر على الشيخ فيصل المطيري - حفظه الله ورعاه وأمد في عمره على هداه - سبعة وثلاثين صفحة، (تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن كاملة وهي في واحد وستين بيتا) وكذلك (شروط الصلاة) وغالب (أركان الصلاة) في أقل من ساعة ونصف، ولله الحمد والمنة والفضل والإحسان. كنت قد حفظتها قبل خمسة أعوام تقريبا ١٤٣٩، لكن تركت مراجعتها من سنتين وأكثر.
حقيقة دهشت من الإنسان كيف أن لديه قدرة وطاقة وحافظة، ولكن هو يستصغر نفسه، أو يبددها فيما لا ينفع، يشتت تركيزه ولا يحدد وجهته، فحتما يضيع؛ كالذي يطارد الأخبار وما يتصل بها مما يميت القلب ولا يحييه، فضلا عما يجلب له التركيز وتحديد الوجهة.
فخطرت في بالي خطرة وسؤال (لم لا أدرس في قسم المتون العلمية؟!)، وفعلا أخبرت بأن لديهم احتياج، فقدمت أوراقي، واختبرت في المستوى الأول، سمعت بعضه، وبعضه أقرؤه نظرا يتأكد من صحة قراءتي، وهو يقرأ في بعض المواضع يختبر صحة تصحيحي وسرعة انتباهي. كان ذلك بعد صلاة الفجر يوم الثلاثاء بتاريخ ١٤٤٤/١٢/٢٣. بعد صلاة العصر وردني اتصال يفيد قبولي، باشرت، ولم يحضر الطلاب عندي إلا من الغد.
 كانت الفترات كالتالي: 
بعد صلاة الفجر إلى الساعة الثامنة صباحا، وبعد صلاة العصر إلى أذان العشاء، تقريبا سبع ساعات يوميا عدا الجمعة إجازة.
الدورة المكثفة تبدأ من يوم الأحد بتاريخ ١٤٤٤/١٢/٢١ إلى ١٤٤٤/١/١٦، تقريبا واحد وعشرون يوما بدون الجمعة.
الحقيقة أنها مفيدة للغاية؛ لأن الطالب يحشد فكره ويجمع ذهنه ويركز في مقدار حفظه، فيحصل شيئا عظيما لا يستهان به، لكن لا فائدة أبدا دون مراجعة يومية للمحفوظ، أو أسبوعيا أو شهريا، حسب أهمية المحفوظ وكميته. فالتركيز والاستمرار مهم جدا في تحصيل طلب العلم، وفي كل هدف يراد نيله وتحقيقه. تركيز واستمرار، وتقليل للمقدار، وكثرة التكرار، وكثرة الاستغفار؛ كل ذلك من أسباب النجح والفلاح.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
المدينة المصطفوية - الخميس - ١٤٤٤/١٢/٢٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق