الأربعاء، 10 يونيو 2015

القول المبين في ما يسمى بـ "جماعة الإخوان المسلمين".

فيض الخاطر- (نقد منهج التحزب من منظور الإسلام).

                                                        بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل: (قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين). آل عمران: 95.                                                                                                                         أما بعد
يقول الله في كتابه الكريم: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...) إلى أن قال بعدها: (...ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون* ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم). آل عمران: 103- 105. 

والآيات والأحاديث المؤكدة على هذا المعنى القيم كثيرة جدا. فالإسلام يحث ـ بل ويأمر ـ أتباعه بلزوم جماعة المسلمين، والسمع والطاعة لولاتهم بالمعروف، وعدم منازعتهم، أو النكير عليهم علانية ـ إلا بحق ـ وفي أمور خاصة، كما لو كان المنكر يفعل على مرآى من الناس، ولا تترتب على الإنكار مفاسد أكبر، إلى غير ذلك من الشروط والضوابط.
وجعل الإسلام التحزب من صفات المشركين، قال ربنا ـ جل وعلا ـ : (...ولا تكونوا من المشركين* من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون). الروم. 

فالإسلام يدعو إلى الاجتماع والنصح والصبر، ويحذر من الابتداع والفرقة والغش والعجلة.

فأقدار الله لا تواجه بما يغضبه؛ بل يتخذ معها ما يرضيه ـ سبحانه ـ من سلوك السبيل الصحيحة، والمنهج النبوي الشريف.

وإن ما يسمى بـ "جماعة الإخوان المسلمين" قد شطوا عن الحق والمنهج النبوي الشريف في كثير من القضايا معلومة مشهورة؛ بل أسسوا جماعتهم على غير منهاج السنة والقرآن، وقد انتقد منهجهم كثير من العلماء الأكابر، وجهابذة العلم، منهم: الإمام العلامة عبدالعزيز بن باز، والعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، والعلامة الشيخ صالح الفوزان، والعلامة الشيخ صالح اللحيدان، والشيخ محمد أمان الجامي، والعلامة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني، والعلامة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وغيرهم كثير.
وإن من النصح للمسلمين أن تبين لهم مثلُ هذه القضايا؛ لافتتان كثير منهم بها، واغترارهم بشعارات القوم.
فـ "جماعة الإخوان المسلمين" شرها عظيم، ودعوتهم باطلة أصلا؛ لأنها أسست على غير هدي الكتاب والسنة؛ بل لم يرى كبيرهم ـ حين وصل إلى رئاسة مصر ـ الإسلام إلا في كتب سيد قطب!
وماذا في كتب سيد؟!
الرجل ـ كما قرره العلماء الكبار ـ أديب وليس بعالم، وخاض في أمور لا يحسنها؛ فأتى بالعجائب، وانتقد من الخاص والعام في مسائل، منها:
تفسيره الخاطئ لكلمة التوحيد. وكلامه حول الحاكمية. وتفسيره المنحرف لسورة الإخلاص. وتكفيره المجتمعات الإسلامية قاطبة.
ومن أبرز كتبه: "في ظلال القرءان". وقد تكلم فيه العلامة شيخ مشائخنا عبدالعزيز ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ ونص على أن مؤلفه ضائع في التفسير.
فمنهج "حزب الإخوان المسلمين" ليس مبنيا على الكتاب والسنة؛ بل مبني على ما قرره إمامهم سيدُ في كتبه ومؤلفاته.
وأصل دعوتهم منحرف عن منهج أهل السنة والجماعة. وإن من شؤم التحزب أن يُمجد الموافق، ويُلعن المخالف.  ومن أبرز ما قام عليه أهل الباطل بالتهكم والسخرية، والقذف والسب الشيخ محمد أمان الجامي؛ لأنه عارض فكرهم المنحرف، وفند شبههم، ورد أباطيلهم، وكان شوكة في حلوقهم ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ.

ومن أبرز تزكيات الشيخ محمد أمان الجامي: تزكية العلامة ابن باز. العلامة ابن عثيمين. العلامة صالح الفوزان. العلامة صالح اللحيدان. العلامة إمام الحرم المكي السبيل.
وإن من شؤم ومضار التحزب أن يخترع الحزبيون مسميات لمخالفيهم؛ تنفيرا عنهم، ودعوة للخلق في بغضهم، وسبهم، وازدرائهم، والتنقيص من قدر علمائهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ومن ذلك: اخترعوا فرقة أسموها (الجامية) وشنوا عليهم حملات شعواء، ووصفوهم بأوصاف لا تليق بأهل الإسلام، وحرضوا عليهم العامة والدهماء، وافتروا فرية سيسألون عنها يوم توزن الأعمال، وتنشر الدواوين، ويؤاخذ كل أحد بما قال وبما فعل.

وأكد الإمام المحدث الألباني بأن "الإخوان المسلمون" يحاربون السنة، وأن دعوتهم لم تثمر منذ أمد. وكذلك العلامة ابن عثيمين قرر تقريرات يرد من خلالها على منهج تلك الجماعة أو الحزب. فيا ليت شعري متى يفيق المخدوعون من سباتهم، ومتى يرجعون إلى صوابهم ورشدهم؟!!
كتبه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
الأربعاء 23/8/1436
المدينة المنورة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق