الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

تلخيص (حلية طالب العلم - لبكر أبو زيد ـ يرحمه الله ـ ).

الفصل الأول: آداب الطالب في نفسه:

1- العلم عبادة. 2- كن على جادة السلف الصالح. 3- ملازمة خشية الله تعالى. 4- دوام المراقبة. 5- خفض الجناح، ونبذ الخيلاء والكبرياء. 6- القناعة والزهادة. 7- التحلي برونق العلم. 8- تحل بالمروءة. 9- التمتع بخصال الرجولة. 10- هجر الترفه. 11- الإعراض عن مجالس اللغو. 12- الإعراض عن الهيشات. 13- التحلي بالرفق. 14- التأمل. 15- الثبات والتثبت.


الفصل الثاني: كيفية الطلب والتلقي:

1- لابد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وآخذا الطلب بالتدرج.

فأمامك أمور لابد من مراعاتها في كل فن تطلبه:

أ)- حفظ مختصر فيه. ب)- ضبطه على شيخ متقن. ج)- عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله. د)- لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب؛ فهذا من باب الضجر. هـ)- اقتناص الفوائد والضوابط العلمية. و)- جمع النفس للطلب والترقي فيه، والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه، حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة.

2- الأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الأساتيذ، والمثافنة للأشياخ، والأخذ من أفواه الرجال، لا من الصحف وبطون الكتب.

من لم يشافه عالما بأصوله ** فيقينه في المشكلات ظنونُ!

وكان أبو حيان كثيرا ما ينشد:

يظن الغَمرُ أن الكتْب تهدي ** أخا فهم لإدراك العلومِ

وما يدري الجهول بأن فيها ** غوامض حيرت عقل الفهيم!

إذا رمت العلوم بغير شيخ ** ضللت عن الصراط المستقيم

وتلتبس الأمور عليك حتى ** تصير أضل من "توما الحكيم"!!

الفصل الثالث: أدب الطالب مع شيخه:

1- رعاية حرمة الشيخ: واعلم أنه بقدر رعاية حرمته؛ يكون النجاح والفلاح، وبقدر الفوت؛ يكون من علامات الإخفاق!
2- نشاط الشيخ في درسه يكون على قدر مدارك الطالب في استماعه، وجمع نفسه، وتفاعل أحاسيسه مع شيخه في درسه؛ ولهذا فاحذر أن تكون وسيلة قطع لعلمه بالكسل والفتور والاتكاء، وانصراف الذهن وفتوره!
3- احذر "أبا جهل" المبتدع، الذي مسه زيغ العقيدة، وغشيته سحب الخرافة؛ يحكم الهوى ويسميه العقل، ويعدل عن النص، وهل العقل إلا في النص؟!
ويستمسك بالضعيف، ويبعد عن الصحيح.

ويقال لهم ـ أيضا ـ "أهل الشبهات" و"أهل الأهواء"؛ ولذا كان ابن المبارك ـ رحمه الله ـ يسمي المبتدعة "الأصاغر".

الفصل الرابع: أدب الزمالة:

 احذر قرين السوء: وعليه فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك، ويقربك إلى ربك، ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك.
وخذ تقسيم الصديق في أدق المعايير:
أ- صديق منفعة. ب)- صديق لذة. ج)- صديق فضيلة.

الفصل الخامس: آداب الطالب في حياته العلمية:

1- كبر الهمة في العلم. 2- النهمة في الطلب. 3- الرحلة للطلب.

4- حفظ العلم كتابة: تقييد العلم بالكتابة أمان من الضياع، وقصرٌ لمسافة البحث عند الاحتياج، لاسيما في مسائل العلم التي تكون في غير مظانها.
5- حفظ الرعاية: ابذل الوسع في حفظ العلم "حفظ رعاية" بالعمل والاتباع.
6- تعاهد المحفوظات: تعاهد علمك من وقت إلى آخر؛ فإن عدم التعاهد عنوان الذهاب للعلم مهما كان!
7- التفقه بتخريج الفروع على الأصول: التفقه أبعد مدى من التفكر؛ إذ هو حصيلته وإنتاجه، لكن هذا التفقه محجوز بالبرهان، محجور عن التشهي والهوى!
8- اللجوء إلى الله ـ تعالى ـ في الطلب والتحصيل.9- الأمانة العلمية: يجب على طالب العلم فائق التحلي بالأمانة العلمية في الطلب، والتحمل، والعمل، والبلاغ، والأداء.
10- الصدق.11- جُنة طالب العلم والعالم "لا أدري" ويهتك حجابه الاستنكاف منها!12- المحافظة على رأس مالك "ساعات عمرك".13- إجمام النفس: خذ من وقتك سويعات تجم بها نفسك في رياض العلم؛ من كتب المحاضرات "الثقافة العامة"؛ فإن القلوب يروح عنها ساعة فساعة.
14- قراءة التصحيح والضبط: احرص على قراءة التصحيح والضبط على شيخ متقن؛ لتأمن من التحريف والتصحيف، والغلط والوهم.
15- جرد المطولات من أهم المهمات (للأسباب الآتية) :

أ)- تعدد المعارف. ب)- توسيع المدارك. ج)- استخراج الفوائد والفرائد. د)- الخبرة في مظان الأبحاث والمسائل. هـ)- معرفة طرائق المصنفين في تأليفهم، واصطلاحهم فيها.

16- حسن السؤال: التزم أدب المباحثة من حسن السؤال، فالاستماع، فصحة الفهم للجواب.
17- المناظرة بلا مماراة: إياك والمماراة؛ فإنها نقمة، أما المناظرة في الحق، فإنها نعمة؛ إذ المناظرة الحقة فيها إظهار الحق على الباطل، والراجح على المرجوح؛ فهي مبنية على المناصحة والحلم، ونشر العلم.
18- مذاكرة العلم: تمتع مع البصراء بالمذاكرة والمطالعة؛ فإنها في مواطن تفوق المطالعة، وتشحذ الذهن، وتقوي الذاكرة؛ ملتزما الإنصاف والملاطفة، مبتعدا عن الحيف والشغب والمجازفة. "إحياء العلم: مذاكرته".
19- طالب العلم يعيش بين الكتاب والسنة وعلومها؛ فهما له كالجناحين للطائر، فاحذر أن تكون مهيض الجناح! 20- استكمال أدوات كل فن: لن تكون طالب علم متقنا متفننا ما لم تستكمل أدوات ذلك الفن؛ ففي الفقه بين الفقه وأصوله، وفي الحديث بين علمي الرواية والدراية، وهكذا، وإلا فلا تتعن!

الفصل السادس: التحلي بالعمل:

1- أدِّ "زكاة العلم". 2- التحلي بـ "عزة العلماء". 3- صيانة العلم.
4- المداهنة خلق منحط، أما المداراة فلا، لكن لا تخلط بينهما، فتحملك المداهنة إلى حضار النفاق مجاهرة، والمداهنة هي التي تمس دينك.
5- ولا تحشر مكتبتك، وتشوش على فكرك بالكتب الغثائية، لاسيما كتب المبتدعة، فإنها سم ناقع.
6- عليك بالكتب المنسوجة على طريقة الاستدلال، والتفقه في علل الأحكام، والغوص على أسرار المسائل، ومن أجلها كتب الشيخين، شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ، وتلميذه ابن القيم ـ رحمه الله ـ.

الفصل السابع: المحاذير:

1- إياك و"حلم اليقظة"؛ ومنه أن تدعي العلم لما لم تعلم، أو إتقان ما لم تتقن‘ فإن فعلت، فهو حجاب كثيف عن العلم!

2- احذر أن تكون "أبا شبر"؛ فقد قيل: العلم ثلاثة أشبار، من دخل في الشبر الأول؛ تكبر، ومن دخل في الشبر الثاني؛ تواضع، ومن دخل في الشبر الثالث؛ علم أنه ما يعلم!
3- احذر التصدر قبل التأهل؛ فهو آفة في العلم والعمل. وقد قيل: من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه!
4- إذا ظفرت بوهم لعالم فلا تفرح به للحط منه، ولكن افرح به لتصحيح المسألة فقط؛ فإن المنصف يكاد يجزم بأنه ما من إمام إلا وله أغلاط وأوهام، لاسيما المكثرين منهم!
5- اجتنب إثارة الشبه، وإيرادها على نفسك أو غيرك؛ فالشبه خطافة، والقلوب ضعيفة، وأكثر من يلقيها "حمالة الحطب" المبتدعة، فتوقهم!
6- ابتعد عن اللحن في اللفظ والكتْب؛ فإن عدم اللحن جلالة، وصفاء ذوق، ووقوف على ملاح المعاني لسلامة المباني.
7- احذر "الإجهاض الفكري" بإخراج الفكرة قبل نضوجها.
8- احذر الإسرائيليات الجديدة في نفثات المستشرقين ـ من يهود ونصارى ـ ؛ فهي أشد نكاية، وأعظم خطرا من الإسرائيليات القديمة!
9- احذر "الجدل البيزنطي"، أي: الجدل العقيم، أو الضئيل، فقد كان "البيزنطيون" يتحاورون في جنس الملائكة والعدو على أبواب بلدتهم، حتى داهمهم! وهكذا الجدل الضئيل، يصد عن السبيل!
10- لا تكن خراجا ولاجا في الجماعات، فتخرج من السعة إلى القوالب الضيقة!


تلخيص: الطالب/ عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض بن تركي، المطرفي، الصاعدي، العوفي، الحربي.
18/3/ 1437 ـ الثلاثاء.

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

رغم المصاب

                                       (رغم المصاب)


رغم المصاب وسطوة الجلادِ
والقتل والتهجير والإفساد
رغم التخاذل والتآمر شامنا
في عزة وتصبر وجهاد
نفث العدو بأرضهم أحقاده
بغيا يزلزل راسخ الأوتاد!
أعلمتمُ كنز الرجال وفخرها
حصن الحصون تليدة الأمجاد؟!
لا تستطاع وإنها لعزيزة
وكريمة الآباء والأجداد
أرأيتم الطفل الغريق ممدا
هجر الحياة بخسة الأوغاد؟!!
زمرٌ تباد بشامنا في ذلة
ظلم العباد مرارة الأكباد
وبرغم من سن القتال مجاهرا
بالكفر يعلن صيحة الإلحاد
تبقى الشآم منار عز للورى
يهدى إليها الناس يوم معاد


شعر/ أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل الحربي- المدينة- الأحد ١٤٣٦/١٢/١٣

الأحد، 27 سبتمبر 2015

العقيدة والآخر

(العقيدة والآخر).

* حينما يقاتل الإنسان عن عقيدة ـ أي عقيدة ـ فإنه يستميت في الدفاع عن المساس بها.
* إن من أهم أسباب الضلال والغواية: الجهل والهوى، وما هلكت الأمم إلا بذلك!
* إن العقيدة التي يصدر عنها المسلم؛ لترسخ في ذاته، وتغرس في وجدانه معاني الإنسانية، وكيف أن الله كرم بني آدم، وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، فأسجد له ملائكته، وخلقه في أحسن صورة وتقويم، وحرم سفك الدماء المعصومة بغير حق، وجعل حرمة سفك الدم المسلم الحرام أعظم من نقض الكعبة حجرا حجرا.
* إن الضمير هو الإنسان، وبغيره فهو لا شيء!
* إن ديننا يربي فينا معاني العزة والشموخ، ولا يجيز لنا إهدار كرامة الآخر مهما كان؛ بل يدعونا للتعامل مع الغير ـ المخالف لنا في العقيدة والفكر ـ بالتي هي أحسن!
* إن الإسلام دين الوسطية، ولا يمثله المتطرفون الشاذون عنه، فالمنهج الإسلامي حق من عند الله، والأتباع ليسوا بالضرورة يمثلونه!
* إن الإسلام كفل حرية الاعتقاد، فلا إكراه في الدين، وواجب المسلمين عظيمٌ في بيان محاسن هذا الدين الحنيف، فنبيه ما بعث إلا رحمة للعالمين، لا مسيطرا ولا معنفا، ولا جبارا ولا مستكبرا؛ بل رؤوفا رحيما، وهاديا مهديا.
* إن الدين الإسلامي العظيم يتسم بالوسطية في جميع تعاليمه وتشريعاته ومقاصده، وليس التطرف ذات اليمين أو ذات الشمال من الدين في شيء، فالدين وسط، لا غلو فيه ولا جفاء، لا إفراط ولا تفريط، ومن يراهن على غير ذلك؛ فقد خسر خسرانا مبينا!


الكاتب: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض المطرفي الصاعدي العوفي الحربي. 13/12/ 1436 - الأحد.



الاثنين، 7 سبتمبر 2015

التعايش مع الآخر

(التعايش مع الآخر)


* لابد من معرفة الذات، ومعرفة الآخر؛ ليتحقق التعايش السلمي، ولتكون الحدود فاصلة.

* أهمية معرفة اللغة والدين والثقافة تكمن في تحقيق تعايش سلمي بين الأوساط المختلفة.

* كانت الأطماع الاقتصادية هي السبب الأكبر في شن الحروب الصليبية، واستعمار الرجل الأبيض الهنودَ الحمر!

* التواصل مع الآخر مع سوء الفهم، أضر من عدم التواصل!

* لا يمنع تعدد الحق في مسألة ثقافية ما.

* الانحصار الفكري يؤدي إلى عداوة ثقافة الآخر.

* إن التعاطي مع الواقع، يوجب التعايش مع الآخر.

* اختلاف الألوان والألسن، يمهد لاختلاف الفكر!

* إن للغة والبيئة ونوع الأكل تأثيرا بينا في فكر الإنسان وثقافته!

* لابد من تفهم طبيعة الآخر وثقافته التي تكون من خلالها.

* إن اختلاف الأجناس، يؤثر في طريقة التفكير!

* إن كسر الآخر، يجرح القاهر!

* إن اختلاف الأفكار والأدوار والثقافات أمر واقع حتمي، يوجب التعايش مع المختلفين؛ ليتحقق التكامل والبناء، كما في الجسد الواحد، والذرة والفراغ.

* إن التعايش بين الأفراد أو المجتمعات قائم على العدل بالدرجة الأولى!

* ليس من شروط الحوار: تغيير كينونة الآخر؛ بل إن الحوار يضيق من فجوة الخلاف، ويقلل من شدة العداوة، ويسهم ـ في أحيان كثيرة ـ في اتفاق المختلفين!

* التعايش لا يعني: الذوبان في الآخر.

* إن رفض التعايش مع الآخر، أو قبوله، نابع من اعتقاد الآخر!

* كثيرا ما تفسر النصوص على ظاهرها، بدون الرجوع إلى القرائن الصارفة!

* الأصل في التعايش مع الآخر: التقبل، فلا تعايش مع إكراه!

* لابد من النظر إلى الموازنات بين الخير والشر في تعاطينا وتعايشنا مع الآخر، فقد تجتمع في الآخر المتناقضات؛ من موجبات المحبة، وموجبات الكراهية، والعاقل من يفتح كلا عينيه؛ لينظر من خلالهما إلى جميع الاتجاهات، ويمحص، ويدقق؛ وليعلم أنه لا عصمة لأحد بعد الأنبياء والمرسلين ـ عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ .

* السياسة تشمل كل أنواع الإدارة.

* كثيرا ما تكون المصالح السياسية عائقة عن التعايش مع الآخر!

* من المصالح في شيطنة الآخر: كسب الولاء السياسي، وعدم تحمل أعباء الإخفاق!

* كثيرا ما تفرغ المشاعر السلبية على من لا يستحقها!

* إن عداوة الشيطان المصنوع؛ تستلزم الولاء الضمني للزعيم السياسي!

* يتزين العداء السياسي بأزياء مختلفة ـ إن كانت دينية، أو عرقية، أو اجتماعية، أو ثقافية ـ لتحقيق مصالح أكبر!

* الأمثال توضح الأفكار.

* لا يجوز إطلاق العمومات، ولا اتهام النيات، ومتى كان الشتم دليلا إلى الحق؟!!

* التعايش: هو المصاحبة بالمعروف.

* كثيرا ما توضع القوانين من الطرف الأقوى، ويحصل الخلط بين مفهوم العدالة والقانون!

* كثيرا ما تؤصل المزاعم العائقة عن التعايش مع الآخر بنظريات وقواعد؛ ينطلق أصحابها من النظرة الإقصائية، والتي تنظر للآخر بدونية، بدرجة أو بأخرى!

* وراء المظاهر الخارجية القريبة، أبعاد أخرى، وكذلك هي الخلافات، فكثيرا ما تبدو على غير الحقيقة!

كتب: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي - الأربعاء 2/12/1436.


السبت، 22 أغسطس 2015

حقيقة قرءانية

فيض الخاطر- (حقيقة قرءانية).


(حقيقة قرءانية)


قال الله ـ تبارك وتقدس ـ في كتابه الكريم: (...وتلك الأيام نداولها بين الناس...). آل عمران.                     المداولة بين الحق والباطل ليست قدرا عبثيا، فإن الله لا يقدر إلا خيرا، وليست أقداره تجري عن غير حكمة، بل له الحكمة البالغة، والأمر النافذ.                                                                      
الصراع بين الحق والباطل أزلي قديم، وهو باق إلى قيام الساعة، ولكن تلك المداولة تفضي إلى شق طريق النصر والعز والكرامة.   

بقلم: عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض بن تركي المطرفي.
الأربعاء: 19/1/1436هـ.



حقيقة الوسطية

فيض الخاطر- (حقيقة الوسطية).


 (حقيقة الوسطية)

قال ربنا ـ جل وعلا ـ في محكم كتابه العزيز: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا...). البقرة.
فأمة محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ وسطٌ بين الأمم قاطبةً، فدينها وسط في أوامره ونواهيه، ومستحباته ومكروهاته، وما أُبيح لها، وما لم يبح لها. 
وكافة تشريعات الإسلام تتسمُ بالوسطية؛إذ لا غلو ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط.
وليست الوسطية إلا ما أقره الشارع الحكيم، الذي هو عدلٌ في كل ما جاء به، مناسبٌ لقدرات الناس وطاقاتهم؛ إذ ليس فيه ما يأمرهم بما لا يستطيعون القيام به، ولا بما يجدون له العذر من أنفسهم "فاتقوا الله ما استطعتم". 
التغابن.
كتبه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض بن تركي المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
الجمعة: 5/8/1435 هـ.


من هو الإنسان السعيد؟!

فيض الخاطر- (من هو الإنسان السعيد؟!).

(من هو الإنسان السعيد؟!)


الإنسان السعيد: هو الذي يعيش لحظته، ويقنع بلقمته، ويبني مستقبلا لأمته، فلا يعيش على هامش الحياة، بل يكون رقما مؤثرا في معادلة التحديات، وإيجابيا في تصرفاته، يقظا في تعاملاته، فإذا كان لا يضيف للحياة إبداعا متميزا جديدا، كان ـ وللأسف ـ زائدا عليها، وحملا ثقيلا على مجتمعه، وعبئا على وطنه، وعالة على أمته...
فيجب على المسلم أن ينهج الإيجابية، والتي هي من صميم دينه الحنيف؛ بل ومن ركائزه ودعائمه المؤصلة، فالإسلام يغرس الإيجابية في نفوس أصحابه، ولذلك الدعوة تكون بالرفق واللين في القول والعمل، والوعظ للناس يكون بأسلوب حسن، وفي جميع التصرفات الحياتية المختلفة اليومية، تجد الإسلام قد أمر بالإيجابية، والدين ـ كما هو معلوم ـ المعاملة، أي: المعاملة الإيجابية ـ وبلا ريب ـ .
أما المعاملة السلبية، والتي تبنى على أساس باطل، فليست من الدين في شيء، فالدين مدرسة الإيجابية، ولم يأت الدين إلا ليخرج الناس من ظلمات الجهل والمعصية إلى نور العلم والطاعة، وهل تكون تلك غير الإيجابية؟؟!!!

كتبه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حُضيَِض المطرفي.

عام/ 1433هـ.

لا تقف عند كل هفوة

فيض الخاطر- (لا تقف عند كل هفوة).

(لا تقف عند كل هفوة)


من الناس من يجبرك على كرهه، ومن الناس من يجبرك على محبته، ومنهم من إذا رأته العين تعلق القلب به، لما له من أخلاق حميدة، وخصال فريدة، إذا قدم عليهم بشوا وهشوا في وجهه، وحيوه بتحية أهل الجنة، وإذا جلس في المجلس أفسحوا له، وإذا تحدث أنصتوا له، ويجلونه أعظم الإجلال، ويبجلونه أحسن التبجيل، ويحترمونه ويحسنون تقديره، ويعاملونه بما يحب ويرغب أن يعاملوه به، لماذا؟!!
لأنه عامل الناس بالصفح والعفو، ولم يتوقف عند كل هفوة من هفواتهم، أو زلة من زلاتهم، ويعكر صفو الحياة، ويضيق العيش، وينصب بينه وبينهم سوار القطيعة والبغضاء، فيكون للشيطان عليهم مدخلا وسبيلا، مما يؤجج صراع التدابر والغل والحقد، فتنشأ العداوات، ويزرع الشيطان في قلوبهم ـ الخاوية من الإيمان ـ الشكوك والظنون السيئة، والتي هي من وساوس الشيطان الرجيم، فيتيهون في متاهات مظلمة، تقودهم إلى اللعنة والطرد والإبعاد عن رحمة الله. 
وما ظنكم بمن طرد عن رحمة الله؟!!

كيف يهنأ بحياته؟ أم كيف يطيب له وضع اللقمة في فيه، وقد غضب الله عليه، وسخط أعظم السخط، حتى طرده عن رحمته، وأبعده عن دار مستقره ورضوانه!!

كتبه: راجي عفو ربه ورضوانه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
عام/ 1433هـ.

عامل الناس بأخلاقك أنت

فيض الخاطر- (عامل الناس بأخلاقك أنت).

(عامل الناس بأخلاقك أنت)


إذا عاملك الناس بالجفاء، وبما لا تحب أن يعاملوك به، فعاملتهم أنت بما لا يحبون، ورددت السيئة بالسيئة، فثق ثقة تامة، أنك وهم في كفة واحدة، لا يفضل أحدكم على الآخر بشيء، سوى أنكم مشتركون في الإثم والخطيئة، وأنهم فرضوا أخلاقهم عليك. كيف أوضح لك أكثر؟ إذا عاملك شخص ما ، وقذفك بما ليس فيك، فكذبت أنت عليه، وسعيت في تشويه سمعته، وقذفته كذلك زورا وبهتانا ، فيكون هذا الشخص قد فرض عليك أخلاقه الشنيعة، حتى جعلك تعامله كما عاملك سلوكا وطريقة، فترد السيئة بالسيئة، وما ذلك بسبيل المفلحين. وما المفترض علي فعله؟ الواجب عليك، والمفترض منك، أن تعامل الناس بأخلاقك أنت، أخلاقك الطيبة، ولا ترد الصاع بالصاع، بل اعف واصفح وسامح، فإن الله يعفو ويصفح، ويتجاوز، ويسامحك لأجل مسامحتك لأخيك المسلم، وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، حتى لو جفوا أو جاروا و ظلموا، كن سموحا لينا، تألف ولو لم تؤلف، تصل ولو قُطعت، تبذل ولو حُرمت، تعدل ولو ظُلمت، عامل الناس بالتي هي أحسن، ولا تتطلع لما في أيديهم من المصالح والمنافع، فما عند الله خير وأبقى.  

كتبه: راجي عفو ربه ومغفرته: عبدالرحمن بن مشعل الحربي.
عام/ 1433هـ.

ميزان العدل

فيض الخاطر- (ميزان العدل).

(ميزان العدل)


إن من الناس من يتبرم ليلا نهارا، سرا وجهارا، لا يرى من الحياة سوى الموت، ولا من العيش سوى النكد، قد ألف طبع المتسخطين، الذين يرددون التشاؤم كل حين، ويقتلون أنفسهم من حيث هم لا يشعرون، فتراهم لا يتفكرون في أنعم المنعم ـ سبحانه ـ عليهم، ولا يؤدون حق شكرها، بل ينظرون إلى ما في أيدي الناس، وكأنهم غفلوا عن ما حباهم الله ـ جل وعلا ـ من النعم والأعطيات!!

إن من العدل والإنصاف ألا تنظر من عين واحدة للحياة والأحداث؛ لأنه من الجور والظلم والحيف، بل يجب عليك أن تفتح كلا عينيك لتنظر من خلالهما وتقارن، وتميز، وتفحص، فإذا كنت فقيرا، فيوجد من هو أفقر منك وأشد بؤسا، وإذا كنت كفيفا، فيوجد من هو كفيف ومقعد ومهموم، وإذا كنت وحيدا، فهناك طريد من الأوطان، مغرب عن الأحبة والخلان، فاعتبر، وتبصر، ولا تتعثر، وتذكر، وتأمل وتفكر، في أنعم الله عليك، وكيف أنك فيها تتنعم، وغيرك قد سلبها، فأصبح أعمى بعدما كان بصيرا، وأبكما بعدما كان يستطيع أن يتكلم ويتحدث مع من شاء، وأصما بعدما كان يسمع جيدا، ومعاقا لا يستطيع الحراك، وقبل كان يجيء ويذهب، ومعافا من السرطان، فأخذ المرض الخبيث منه مأخذه، فأصبح يترقب الموت، ومن حوله قد تأهبوا لتلقينه الشهادتين، وحادثات أخر كثيرة، وفواجع عديدة، قد حلت بساحة قوم آخرين، فأضحوا في أضيق عيش، وأبأس حال، وأنت يا من عافاك الله، وتفضل عليك بهذه النعم الجليلة، التي لا تعد ولا تحصى، ألا شكرت الله بلسانك وجوارحك، فلا تصرفها إلا فيما يرضيه ـ سبحانه ـ ، حتى لا يحل عليك سخطه، وينزل بك غضبه، وحتى ـ أيضا ـ تكون من ضمن قافلة السعداء، الذين قد انشرحت صدورهم، واتسعت خواطرهم، وتفتحت مداركهم، فعاشوا الحياة بدون تكلف أو ضغوطات...

أذكرك ـ أيها الأخ الحبيب ـ بهذه الآية العظيمة، التي يجب أن تقض مضجع كل واحد منا، كيف لا؟!! وقد توعد الله فقال: ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم). التكاثر.
وأرجو أن تكون قد وعيت هذه الآية بقلبك، وعملت لها بجوارحك، فإن الإيمان ـ كما تعلم ـ قول وعمل واعتقاد.

بقلم: الراجي عفو ربه: عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
عام/ 1433هـ.






من هو العاقل؟!

فيض الخاطر- (من هو العاقل؟!).

(من هو العاقل؟!)


الحياة تجارب وتضحيات، العاقل فيها من يستفيد من تجاربه وتضحياته، ولا يتوقف أمام ما يعترضه من العقبات، بل يبذل جهده في الوصول إلى ما يصبو إليه، ولا يجعل للشيطان واليأس عليه سبيلا، فينفذ ما يريد بكل ثقة وإيمان وجلد، ليرقى بأمته في سلم المجد، ويدفع بها في مضمار الحضارات، والتقدم والرقي والابتكارات.

وإن من العجز والجبن ألا تفكر في حلول لما يواجهك في هذه الدنيا من المشكلات والعقبات، وتحاول أن تتهرب منها أو أن تتجاهلها، فإن كل ذلك من علامات اليأس، والانهزامية التي ترجعك إلى الوراء، فما تلبث حتى تكون في ركب العاجزين والبطالين، الذين تحمل الأمة همهم، في حين أنهم لم يفكروا لحظة في حمل هموم أمتهم...

وإن نفسا آمنت بالله حقا، فإنها لا تيأس من روحه ـ جل وعلا ـ ، لأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون... لا تيأس مهما ادلهمت الخطوب، وحلت الفواجع، فإن في ساحة قوم آخرين مصائب تدع الحليم حيرانا، فكلنا تحت مشيئة الله سبحانه الحكيم، الذي لا يقدر شرا محضا، ففي طيات المحن منحن، وفي صفحات البلايا عطايا، وهل ابتلانا الله إلا ليعافينا؟! وهل حرمنا إلا ليعطينا؟!!

فكن صاحب همة علية، ونفس أبية، عش الحياة على حجمها الطبيعي، ولا تتنازل قيد أنملة عن مبدئك القويم، فإن العقلاء يتمسكون بمبادئهم الحسنة، والتي لا تنافي الشرع الحكيم.

كتبه: عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الأربعاء: 22/12/1434هـ.



عقدة التغيير

فيض الخاطر- (عقدة التغيير).

(عقدة التغيير)


إن البعض إذا حدثته بالتغيير، أجاب بجواب ملبس عليه، هو من تدليس إبليس، ومن وساوس النفس الأمارة بالسوء، ألا وهو "هذا طبعي"، فيعيش في دائرة مغلقة، محاطة بالعقد الكثيرة، حتى يقع مصيدة في شباك الشيطان الرجيم، فينال من دينه وشرفه، ويخسر الدنيا والآخرة "ألا ذلك هو الخسران المبين"، فالتغيير شيء يسير، ولكن على من؟ على من يسره الله عليه، أما كون الواحد منا ينفي أن تكون لليد البشرية شيء في إصلاح نفسها وتغييرها، فهذا ما لا يقبله عاقل، ولا يصح عند العقلاء إجمالا وتفصيلا، انظر إلى حياة الفاروق ـ رضي الله عنه وعن سائر الصحابة أجمعين ـ عندما كان يقبع في زاوية الجهل والظلام، والسجود للأحجار والأصنام، وكيف يأس الصحابة منه، حتى قالوا ـ يائسين من توبته واعتناقه هذا الدين العظيم ـ : لو أسلم حمار آل الخطاب ما أسلم عمر بن الخطاب، وذلك لما رأوا عليه من أمارات الغلظة والقسوة، والشدة والصلابة، ومرت الأيام تطوي الأيام، والسنون تطوي السنين، وإذ بالفاروق يعلن إسلامه  ويشهر توبته على الملأ من قريش، وبإسلامه هذا أظهر الله أمر المسلمين على يديه...
فقط بإصرار حازم، وثقة بما عند الله، وإيمان جازم، ويقين صادق، تحقق ما تتمناه، وتغير ما أنت عليه من الطبع والسلوك، فتصبح لين القلب بعدما كنت قاسيا، ومنظما للوقت بعدما كنت فوضويا، وهاشا باشا بعدما كان العبوس يخيم على محياك، وواثق الخطى بعدما كنت مهزوز الثقة...
إذا التغيير شيء مقدور عليه، ولكن بالاعتماد على الله ـ جل في علاه ـ أولا، كما قال تعالى: ( وما توفيقي إلا بالله). ثم الأخذ بالأسباب، وعدم الاغترار بما أنت عليه من الهدى والصلاح، فإن ذلك من ضمن مداخل الشيطان الكثيرة على الإنسان، لإغوائه عن سبيل المفلحين، وجره إلى هاوية المغرورين، حتى يصبح عمله محبطا، فيصير إلى النار، وبئس دار القرار.  

كتبه: عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.                                                                                                                    
الثلاثاء: 10/10/1433هـ.


امتهان البطالة

فيض الخاطر- (امتهان البطالة).

(امتهان البطالة)


مع بزوغ الفجر، وإشراق الصباح، وتحت سماع زقزقة العصافير، تنطلق الحياة، وتبدأ القصة، قصة الكفاح والمثابرة، والبحث عن الرزق وعن سبل الفلاح، فالمعلم المربي بين طلابه، يرشد ويوجه ويقوم، والعامل المخلص في مهنته، فيبذل جهده ويسعى لإنجاز عمله على أكمل وجه وأحسن طريقة، والفلاح في مزرعته، يحرث الأرض ويبذر البذور، حتى إذا ما حان موسم القطف جنى حصاده غير منقوص، وكل الناس تتخذ لها سبلا لإبراز ذاتها والتعفف عن سؤال الناس، وإن منهم من ابتدع البطالة مهنة يتكسب من خلالها رزقه بطرقة ملتوية، وأسلوب بشع، في غاية الاستخفاف بحقوق البشر، وغاية الأمن من مكر الله ـ جل في علاه ـ ، فيسرق ويطفف ويحتال، ولم يسلك الطريق الشريف، الذي به ينال العزة والرفعة والغنى، إنه طريق البحث والكسب الحلال، والأكل المشروع الذي من صنعة اليد، وإن البطالين الكسالى الذين لم يسعوا في أرض الله الواسعة، ولم يجدوا أو يعملوا، إنهم لعبء ثقيل على المجتمع، وعالة على الوطن، فهم لم يسهموا في إنماء أوطانهم، ولم يحركوا عجلة التطور والحضارة، بل على العكس من ذلك تماما، فبسببهم تخلف المجتمع، وتراجع الإنماء والتطوير، وأصبح الوطن يحمل همهم، في حين أنهم لم يفكروا لحظة بهموم أمتهم، وما تعانيه من الفقر والمسكنة، التي جعلتها في عين العالم مثالا للتخلف والضعف.

الثلاثاء:10/10/1433هـ.

ونطق الرويبضة

فيض الخاطر- (ونطق الرويبضة).

(ونطق الرويبضة)



جاء في الطبراني عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قوله ـ وهو يصف آخر الزمان وصفا دقيقا ـ : (..."ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة". قيل: وما الرويبضة؟! قال: "السفيه يتكلم في أمر العامة"!).
وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلقد وقع ما أخبر به (وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحيٌ يوحى). النجم.
فلقد رأينا رويبضة هذا الزمن، أتباع ابن أبي رغال، ومسيلمة الدجال، ذيول الغرب الصليبي الكافر، ومتبعي الشهوات،الناعقين بمطالبة المجتمع المسلم بالتحرر من دينه، والانفلات من مبادئه، والانسلاخ من مسلماته وثوابته، واتباع الغرب الكافر المادي في كل ما يُصدِّره للعالم من ثقافات وأفكار، حتى بات واضحا للعيان كفر هؤلاء الكارهين لدين الإسلام الحنيف، الذي هو دين الوسطية والاعتدال وحفظ كرامات الناس وحقوقهم، لا كما يدعي أتباعُ الكذاب مسيلمة من أنه دينٌ يأخذ بأتباعه إلى الجاهلية الأولى، ويقودهم إلى كهوف الرهبنة والرجعية.
إن مما يطالب به القوم من أهل الزندقة، من العلمانيين والليبراليين، من تحكيم العقل، ورفض النقل، والخوض في آيات الله ـ جل وعلا ـ والحرية ـ كما يزعمون ـ واتباع ما يصدر عن الغرب الصليبي من أفكار وثقافات دخيلة على المسلمين، لا يرتابُ عاقلٌ، بل من عنده أدنى ذرة من عقل سليم أنهم يدعوننا إلى اتباع ملة اليهود والنصارى، قال الله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم...). البقرة

إن مما يطالب به العلمانييون والليبرالييون في هذه البلاد المباركة ـ حرسها الله ـ بلاد التوحيد، ومنطلق الرسالة المحمدية، هو أن نواكب كل جديد وحضاري، ولو كان ذلك على حساب ديننا وقيمنا ومسلماتنا ومبادئنا وشرفنا، وبين ما يطالبوننا به وبين استجابتنا له، كما بين المشرق والمغرب فنحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، كما قالها قبلُنا فاروق الإسلام، عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.
وويلٌ لهؤلاء الزنادقة الفجار، ويلٌ لهم من عذاب الله الدنيوي، وفي الآخرة أشد نكالا، وأعظم وبالا وخسرانا "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة...). النور
ومما يطالبوننا به: نزعُ الحياء من الله في قلوبنا، ليظهر على جوارحنا!
 يظهر ذلك فيما يكتبون ويسطرون في صحفهم ومجلاتهم الضارة ـ التي من خلالها ينفثون سمومهم، ويبثون أفكارهم، ويعلنون كفرهم بالله العظيم وإلحادهم ـ  منبهرين بما يقدمه الغرب  من ثقافات وأفكار، وصناعات وتقنيات واختراعات، مشمئزين من دين محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
 يعشقون الحرية، ويطالبون بها، وينتقدون الإسلام! وكأن دين الإسلام ناقص، يحتاج إلى من يكمل تشريعات دستوره الكريم!!
لم يسمعوا قوله تعالى: (...اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا...). المائدة.
 "قاتلهم الله أنى يؤفكون".
الحرية في الإسلام مقيدة بضوابط معينة معروفة، تمنع من التعدي على الآخر، من انتهاك حقوقه، أو بخسه أشيائه، أو الإستهزاء به، أو السخرية منه، أو قذفه في عرضه، إلى غيرها من الأخلاق الذميمة، والصفات القبيحة، التي جاء الإسلام وحرمها على أتباعه، بل ودعاهم إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة؛ من الصدق والوفاء والبر والصلة والإكرام والسلام والشجاعة والعزة والتقوى ولين الجانب وكف الأذى والجهاد والصبر والمحاسبة، إلى غير ما هنالك من الأخلاق العالية، والمعاملات الراقية، التي جاء الإسلام بها، أو أكد عليها.  فدين الإسلام شاملٌ لكل حاجات البشرية، ضامنٌ لهم الحياة السعيدة، والمناخ السلمي الاجتماعي.
وهو صالحٌ لكل زمان ومكان، ويفي بمتطلبات الجميع، كما قال ربنا ـ جل في عليائه ـ في كتابه الحكيم: (...ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).
 فكيف بعد هذا تنتقدون الإسلام، وتستدركون عليه، وتصفون أتباعه بالمتخلفين والرجعيين؟!!
إنه ما اتبع أحدٌ هواه إلا ضل، وما حكم أحد عقله في كل شيء إلا زل، وما رفض النقل الصحيح أحدٌ إلا غوى وهوى في دركات الضلال والجهل، نعوذ بالله من الخذلان.


 بقلم: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
1435

المؤمن وما يجب عليه تجاه الفتن

فيض الخاطر- (المؤمن...وما يجب عليه تجاه الفتن).

(المؤمن...وما يجب عليه تجاه الفتن)



حريٌّ بالمؤمن الفطن، أن يتجنب الفتن قدر وسعه وطاقته، فإذا وقعت؛ وجب عليه الاستكانة لأمر مولاه القدير
 ـ جل وعلا ـ ، وألا يتسخطَ، أو يدخلَ قلبَه شيءٌ من الجزع واليأسِ، قال الله الحكيم في كتابه العزيز: (..فلولا إذ جاءهم بأسُنا تضرعوا ولكن قست قلوبُهم وزين لهم الشيطانُ ما كانوا يعملون). الأنعام
وقال ربنا العلي الأعلى: (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون). المؤمنون
والفتنة قد تكون بلاء وتمحيصا، وقد تكون عذابا ووبالا، ينزله الله على من طغى وبغى، وأكثر في الأرض الفسادَ، قال الله ـ سبحانه وتعالى وعز وجل ـ : (...ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون). الأنبياء  
وقال الله ـ جل جلاله ـ : (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض...). الأنعام
وقال رسولنا الكريم محمدٌ ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ : (لا تتمنوا لقاء العدو، وإذا لقيتموه؛ فاثبتوا)


كتبه: عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

من أسباب انشراح الصدر

فيض الخاطر- (من أسباب انشراح الصدر).

(من أسباب انشراح الصدر)

قال الله تعالى لخاتم رسله وأنبيائه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سياق ذكر امتنانه عليه: (ألم نشرح لك صدرك). الشرح: 1. الآيات...
فانشراح الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر، خيرُ ما يمكن أن يتحصل عليه العبد حين يكون متذللا لسيده ومولاه، عارفا فضله ونعمه، شاكرا لهباته وآلائه، لا يقدم حب أحد على حبه، ولا طاعة على طاعته؛ بل يجعل نصب عينيه، وجل همه، وأعلى مناه، طاعةَ ربه ورضاه، وهو مع ذلك سموحٌ عطوفٌ، لا يكثر الجدال والمخاصمة، يسعى في سعادة قومه، فينذرهم النار والأهوال، ويذكرهم بالله الكبير المتعال، يتبع في ذلك سياسة رسوله الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ في الدعوة والإرشاد، والنصح والبيان "...وجادلهم بالتي هي أحسن...". النحل: 125.
فبهذا يرتفع مقامه عند الله، ويوضع له القبول في السماء والأرض، وتُبسطُ له المحبة في قلوب الخلق، إذا علم الله منه الصدق والإخلاص، وإذا دعى إلى الله على بصيرة وعلم، كما قال ربنا في كتابه: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني...). يوسف: 108.

وييسر الله لمن كان هذا نعته، فيفتح عليه ما انغلق من أمور دينه ودنياه.

وأعظم ما يهبه الله لمن أحب من عباده:

 القناعة والرضا؛ فبذلك يستريح المؤمن، ويطمئن فؤاده، ويأمن من صروف الدهر وفواجعه، فلا يقلق أبدا؛ بل هو موطن نفسه على ما يصيبه من الآلام، فلا يجزع ولا يسخط ولا يتبرم؛ بل هو دائم اللهج بالتسبيح والتهليل والتحميد، لله العزيز الحميد؛ لأنه عبد لله، والعبد وما ملك لسيده.


الأحد: 8/5/1435هـ.

الإيمان بالله ـ جل وعلا ـ

فيض الخاطر- (الإيمان بالله ـ جل وعلا ـ ).

(الإيمان بالله ـ جل وعلا ـ )

الإيمان بالله: هو أن تكون على ثقة بالله، وتصديق بأوامره ونواهيه، يتبع ذلك العملُ على ضوء الكتاب والسنة. وليس للإيمان حقيقة حينما ينعدم الخوف من الله أو يتلاشى، فتنسلخ من المبادئ الحسنة، والأخلاق الطيبة، وتنزل عند رغبات النفس والهوى والشيطان، ويكون الناس سببا في إضلالك عن سبيل المؤمنين، قال الله ربنا في كتابه: (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله...). العنكبوت: 10.
فقد بين الله تعالى : أن من الناس من يكون إيمانه لأجل الناس، ولذلك فهو يتلون حسب رغباتهم، وما ذلك بسبيل المفلحين ولا المؤمنين؛ بل يجب على الإنسان أن يؤمن بالله إن آمن الناس وإن كفروا، وأن يكون قوي الاتصال بالله ـ جل وعلا ـ في السراء والضراء، والشدة والرخاء، وألا يكفر به أبدا؛ بل يشكره دائما، ويثني عليه دائما، ويحمده على كل نعمة أحصاها أم لم يحصها ـ وأنى له ذلك ـ  وأن يثق بوعد الله في كتابه للمؤمنين، حيث قال ربنا العلي الأعلى: (...وكان حقا علينا نصر المؤمنين). الروم: 47.
وعنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (من طلب رضا الله بسخط الناس؛ رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس، ومن طلب رضا الناس بسخط الله عليه؛ سخط الله عليه، وأسخط عليه الناسَ).


عام/ 1435هـ.

تزكية النفس بطاعة الله ـ جل جلاله ـ

فيض الخاطر- (تزكية النفس بطاعة الله ـ جل جلاله ـ ).

(تزكية النفس بطاعة الله ـ جل جلاله ـ )


لا شيء يرفع النفس ويزكيها كطاعة الله باريها ـ جل وتقدس ـ كما أنه لا يحقِّرها ويصغرها كمعصيته ـ سبحانه وبحمده ـ قال الله تعالى في التنزيل: (قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها). الشمس: 9-10.
فبالطاعة تزكو النفس، وترتفع بصاحبها إلى أعلى مقامات المجد والسؤدد والفلاح، فيعلو شأنه، ويرتفع ذكره في الدنيا والآخرة ـ وإن كان في الدنيا ليس بلازم ـ فيكفيه ما يصل إليه في درجات الجنة، فيرى من نعيمها وحورها وأنهارها وخدمها وبساتينها ما يبهر الألباب، ويشد الأنظار، ويبهج النفوس، حيث "ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر". وأعظم من ذلك كله: رؤية الحق ـ تبارك وتعالى ـ قال الله تعالى عن الفجار: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون). المطففين: 15. فمفهوم المخالفة: أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة، فيتجلى لهم تجليا يليق بعظمته وقدسيته، فيرونه في جنته ودار مقامته كما يرون القمر لا يضامون في رؤيته، كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
وبالمعصية تذل النفس وتصغر؛ لأنها عصت الجبار، وتمردت على شرعه، ولم ترعوي عن فعل ما يغضبه، وارتكاب ما يشين، فلم تنزجر، ولم تتعظ، ولم تتذكر، بل أصرت واستكبرت استكبارا، فكان الجزاء من جنس العمل "ولا يظلم ربك أحدا". الكهف: 49.


الثلاثاء: 15/3/1436 هـ.

الجمعة، 21 أغسطس 2015

الثبات على المبادئ

فيض الخاطر- (الثبات على المبادئ).

                                   (الثبات على المبادئ)


الثبات على الدين والاستقامة حتى الممات، من أعظم الكرامات.
الثبات على المبادئ والقيم المثلى، والرسوخ على الإيمان حتى في زمن الفتن والبلوى؛ من أهم صفات المؤمن الصابر القوي، وفي الحديث: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير).

من أسباب الثبات على الدين، والاستقامة على شرع الله الحنيف، وصراطه المستقيم:

أن تعرف الله حقا، وأن تقبل عليه صدقا، وأن تكون معه دائما، وألا ترجو إلا هو، ولا ترهب غيره، وأن تستشعر أنه يراك، وهذه منزلة عظيمة، ومرتبة رفيعة، قل من يصل إليها، وفي الحديث: (اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك).

محاسبة النفس على التقصير، وتعاهدها بالتذكير؛ من أهم مقومات الثبات على الدين، ومواصلة الطريق إلى الله ـ جلا وعلا ـ.

محاسبة العبد نفسه على التقصير في جنب الله، والتفريط في حقه ـ سبحانه وبحمده ـ وحق خلقه؛ مما يجعله يستشعر ثقل الأمانة التي كُلِفها، وعبء المسؤولية التي حُمِّلها، قال ربنا ـ جل جلاله ـ في محكم كتابه المطهر: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا). الأحزاب: 72.

من أكثر من محاسبة نفسه، وذكرها بالله، وخوفها وعيده؛ أمن يوم الفزع، ونجا يوم الهلع، وكان حسابه يسيرا، كما قال ربنا: (فسوف يحاسب حسابا يسيرا). الانشقاق: 8.

نهيُ العبد نفسه عن الوقوع في المعصية، وإصرارُه على التقرب إلى الله بما يحب، والإسراع إليه بما شرع، من التوبة النصوح، ورد المظالم إلى أربابها؛ من أعظم التوفيق له؛ لأنه قد اهتدى إلى النور التام، والركن الركين، الذي ما آوى إليه أحد إلا نجا.

ومن الأسباب المثبتة في السير إلى الله والدار الآخرة:

الرفقة الصالحة. فعندما يأمر الله ـ تبارك وتعالى ـ نبيه محمدا ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأن يلزم نفسه مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي، ويخشونه لا يخشون أحدا إلا هو؛ يتبين لك ـ وبجلاء تام ـ ما للصحبة الصالحة من أهمية بالغة في التأثير على السلوك والأخلاق وسائر المعاملات، قال الله ـ جل وتقدس ـ : (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه...). الكهف: 28.

وإننا ـ اليوم ـ نعيش في زمن كثرت فيه الفتن وتعددت، وماجت موج البحار، من فتن في الشهوات والأخلاق، وفتن في الشبهات والعقيدة فيزداد الأمر تأكيدا على اتخاذ وانتقاء الرفقة المعينة على الحق والبر والتقوى، ولترشده سبيل النبي المصطفى، وتزهده في هذه الدار الصغيرة الحقيرة، كما في الآية: (...ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا). الكهف.
ولا ينكر عاقل ما للصحبة من تأثير قوي، فلقد مات أبو طالب على الشرك، وحوله أصحابه يذكرونه دين آبائه وأسلافه.

ومن الأسباب المثبتة على الاستقامة:

الإقبال على كلام الله ـ جل وعلا ـ القرءان الكريم، قراءة وعلما وحفظا وعملا.
وإن المداومة على الإقبال على القرءان الكريم آناء الليل وأطراف النهار، وتعاهده بالمراجعة والتدبر؛ من أعظم أسباب ثبات العبد على دينه وقيمه ومبادئه المستقيمة، الموافقة للشريعة، في زمن تخلى فيه الكثيرون عن جل مبادئهم، وتنازلوا عن كثير من القيم الصالحة.
وإن الإقبال على القرءان الكريم بخشوع وإخلاص وخضوع، ومحاولة تفهم آياته، والغوص في أعماق أسراره ولطائفه؛ يجعل العبد مهتديا إلى ما أراده الله له، من الفهم والعلم والبصيرة، فيسكن قلبه الاطمئنان، وتتأثر تبعا لذلك جوارحه، فيثبت بنور القرءان وهدايته.
إن العمل المتقن بما أرشد إليه القرءان الكريم قدر الاستطاعة من الأمور اللازمة لذوي البصيرة والحجى؛ لأنهم آثروا الباقي على الفاني، والآجل على العاجل، عملا بقول الله تعالى في كتابه المقدس: (...وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع). الرعد: 26.

الاثنين: 14/3/1436 




والفتنة أشد من القتل

فيض الخاطر- (والفتنة أشد من القتل).  

      

                                          (والفتنة أشد من القتل)


وعندما خرجت الثورات العربية على الأنظمة الطاغوتية، المحكمة للقوانين الوضعية، المحادة لله ولرسوله ـ عليه الصلاة والسلام - ؛ كان موقف الأنظمة الغربية الصليبية منها: التحيز مع الباطل والجلاد، وترك الضحية، مع ادعاءاتهم الزائفة عن حفظهم وسعيهم للحقوق الإنسانية! وعندما تتابعت الأحداث بسرعة مذهلة، وثارت الشام ـ سوريا ـ عن بكرة أبيها على النظام الطاغوتي الزنديق النصيري المجرم؛ هلع الغرب لنجدته، فحاك ضد المسلمين هنالك المؤامرات، ليفتك بأهل السنة والجماعة الموحدين، والذين لا ذنب لهم سوى أنهم "قالوا ربنا الله". الحج.
وصدق الله: (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد). البروج.
إنه ـ وبفعل هذه الأحداث، وبعد فضل الله تعالى ـ كُشف أمرُ الغرب الصليبي الكافر الحاقد، فشعاراته المنادية بالسلام والتقارب لم تعد تنطلي على أحد "...وما تخفي صدورهم أكبر...".
إن الكفار لا يرعوون عن زرع الفتن والقلاقل في بلاد المسلمين ـ وخاصة الثائرة منها على حكامها الزنادقة ـ فيخرجون أو يصنعون "التطرف" ثم يلصقونه بالإسلام والمسلمين زورا وبهتانا!!!
 "وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال". إبراهيم.
إن الغرب بأنظمته المتجردة من الإنسانية؛ يعرف أن الإسلام دين السلام، مهما ادعى كونه يصنع "التطرف" ولذلك سيخسر الرهان، مهما كان.
إن لله سننا كونية وشرعية وقدرية لا تحابي أحدا "...سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا". الأحزاب.
إن الفتنة في الغرب تتخذ لها أشكالا عديدة، ومن أعظم ذلك:
 محاولة صد الناس عن الدين الحق، الذي ارتضاه الله للبشرية دينا قيما، وملة حنيفية، ذلك هو الدين الإسلامي "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين". آل عمران.
وعندما يقوم شواذ جهلة حمقاء بأعمال لا يقرها الإسلام؛ بل ويحارب معتقدها، وحامل فكرها، لا يجوز إلصاق ذلك بالإسلام؛ بل يجب فصل تلك الأعمال التي لا يقرها الإسلام عن الإسلام ذاته، كما لا يجوز إلصاق أفعال الشواذ بالمنهج الشاذين عنه.
إن الإسلام دين السلام، والمحبة والوئام، وهو يقوم على أساسات متينةٍ، وقواعد جليلةٍ، نابعة من الوسطية، وموافقة للفطرة الإنسانية، وهو أتم نعمة، وأجل منة، وأكرم دين، يقود إلى النجاح والفلاح والنجاة والسعادة في الدنيا والآخرة "...اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا...". المائدة
 .كتبه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن المطرفي الصاعدي العوفي الحربي
3/12/1435 



الاثنين، 17 أغسطس 2015

من أين أبدأ؟!!

أشعار وقصائد - (من أين أبدأ؟!!).

                 (من أين أبدأ؟؟!!)

من أين أبدأ والقوافي حول فكري يا يزيدْ؟!!
من أين أبدأ؟! كيف أبدأ؟ طالما الدنيا تعيد
نفس الجروح الماضيات على المدى في كل عيد
وأرى أمامي الحر والنفس الأبية تستعيد
أمجاد ماضينا التي بالأمس ضاعت من يعيد
هذي الديار أيا أخي تحكي لنا المجد التليد
مجد الجدود الأوفياء بني الكرام بني الأسود
قد طاولوا نجم الجدي ساعين للخير المجيد
فتحوا المعاقل والمفاوز واستكانوا للحميد
فأتاهم النصر المؤزر والأماني من جديد
عادت لهم والكل يحكي اليوم بالأفراح عيد
ها عزة الإسلام عادت والمذلة قد تعود
إن كان في الناس السفاهة والرذالة والحقود
ما يسلموا من غمة أبدا ولا بأس شديد
*******************************

شعر: عبدالرحمن بن مشعل الحربي.
الخميس 1/11/ 1432